المرارة عضو من أعضاء الجسم الداخلية، وهي جزء من الجهاز الهضمي للجسم، شكلها مثل ثمرة الكمثرى، وتقع قريبة من الكبِد تحت فصِّه الأيمن، وهي صغيرة الحجم نسبياً، حيث أن سِعتها لا تتجاوز الثلاثة سنتيمترات، وغلافها الخارجي سماكته ثلاثة مليمترات. حيث تقوم المرارة بتركيز وتخزين العصارة الصفراوية التي ينتجها الكبد ويقوم بضخِّها إليها، وتحتفظ المرارة بهذه العُصارة المركَّزة ويتم إفرازها عند استشعار الجسم وجود دهون في الطعام، لتقوم هذه العُصارة المركزَّة لهضم تلك الدهون. تحتوي العصارة الصفراوية التي يُفرِزُها على الماء والأملاح والدهن الفسفوري والأملاح المرارية؛ وكذلك على الكوليسترول، فتقوم المرارة بعد وصول هذه العصارة بامتصاص الماء والأملاح منها؛ تاركةً باقي المراد على شكل عصارة شديدة التركيز.
أما حصوات المرارة فهي عبارة عن كُتَلٍ بلورية صلبة تتكون داخل المرارة لأسبابٍ عديدة. وهي حصوات صامتةـ أي لا تُثير أي آلام أو انزاع عند معظم الناس ولا تتسبَّب في ظهور أعراض كثيرة، ولكن عند ظهور آلامها فإنها تكون شديدة جداً، وتظهرُ الأعراض عندما تقوم الحصوات بسد مجاري القناة الصفراوية أو عند مرورها فيها، وهي تظهر عندما تنقبض المرارة ممَّا يؤدي إلى الضغط على هذه الحصوات؛ وهذا ما يمك أن يؤدي إلى انسداد القناة المرارية. ويكون الألم في الجهة اليمنى من الجسم، وتمتد من الكتف إلى أسفل البطن مع تركُّزها الشديد في بجانب فم المعدة من الجهة اليمنى، ولا يذهب هذا الألم إلا بعد استرخاء المرارة.
يتم تصنيف حصوات المرارة إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي:
1. حصوات كولسترولية: وتتكوَّن هذه الحصوات بسبب العصارة المرارية المشَبَعَّة بالكوليسترول، فتكون عبارة عن بلورات كوليسترول متجمعة حول نواة تكوَّنت نتيجة وجود لايبوبروتين، وهو العنصر الذي يُساعد على التبلور. ويتم هذا الأمر في حالو وجود كوليسترول أكثير في العصارة الصفراء من الأملاح مما يصعِّب عملية إذابتها. 2. حصوات صبغية: وهي تتكون من أملاح الكالسيوم والبيليروبين – وهي مادة تظهر من تحلل خلايا الدم الحمراء كعارض ثانوي – وهو يحدث نتيجة تكسُّر الدم المزمن. 3. حصوات مختلطة: وهي تتكون من الأملاح والكوليسترول، وهي تتكوَّن بنفس الطريقة التي يتم فيها تكوين الحصوات الكوليسترولية. مع أن حصوات المرارة في الأغلب لا تظهر أية أعراض على الشخص المُصاب؛ إلا أن لها تأثيرات سلبية كبيرة تتركَّز كونها في الغالب التهابات، سواء المرارة أو البنكرياس أو القنوات الصفراوية في الكبد، وجميع هذه الحالات تُسبِّب الألم الشديد، وقد تسبب الغثيان والتقيؤ أو اليرقان أو الشعور بالقشعريرة أو الوجود حمى. ويجب أن يتم علاج و دواء حصوات المرارة فور ظهور الأعراض على المريض وليس قبل ذلك، ويبدأ العلاج و دواء بالمضادات الحيوية وحقن توسيع مجاري القنوات الصفراوية، ولكن إذا ازداد الألم ولم تعد المضادات الحيوية تؤتي مفعولها؛ فيأتي حينئذٍ الحل الجراحي، وهو في هذه الأيام أمرٌ بسيط ويتم عن طريق المنظار، فلا يحتاج المريض إلا لليلة واحدة لإجراء العملية؛ ثو راحة سريرية في المنزل لمدة أربعة إلى سبعة أيام. ويمكن للإنسان أن يعيش بدون مرار، حيث أن العصارة الصفراوية التي ينتجها الكبد يتم ضخها فوراً باتجاه الأمعاء بدلاً من المرارة التي تمت إزالتها.