لم يعرف الإنسان قديمًا كثيرًا من المشاكل وعيوب الصّحيّة التّي سبّبتها حضارتنا المعاصرة،فقد كان الإنسان قديمًا يتعرّض إلى أشعة الشّمس كثيرًا حين يسافر ويرتحل، كما أنّ ثقافة الإنسان تغيّرت كثيرًا حيث أصبح يحبّذ الرّاحة والبقاء في المكاتب والأماكن المغلقة على الخروج والعمل تحت أشعة الشمس، ولا شكّ بأنّ هذه الظروف قد سبّبت للإنسان المعاصر كثيرًا من المشاكل وعيوب ومن بينها مشكلة عكف على دراسة أسبابها عددٌ من الأطباء وهي نقص فيتامين (د) لدى بعض الشّعوب، فإلى جانب التّلوث الذي حجب وصول أشعة الشّمس النّقية إلى جسد الإنسان ساهمت عوامل كثيرةٌ في نقص هذا الفيتامين الضّروري لصحّة جسم الإنسان، منها العادات الخاصة بمستحضرات التجميل لدى بعض النّساء حيث يضعن مساحيق التّجميل والأوقية التي تمنع عنهنّ أشعة الشّمس، وكذلك قد تسبّب مشاكل وعيوب في الجهاز الهضمي نقص هذا الفيتامين وكذلك السّمنة حيث يعتبر فيتامين (د) من العناصر التي تذوب في الدّهون وبالتّالي لا يستفيد الجسم المليء بالدّهون منه، ويتساءل كثيرٌ من النّّاس عن فوائد هذا الفيتامين، فمن فوائده نذكر : تقوية وتنمية العظام والأسنان، فقد أكّد الأطباء على أنّ فيتامين (د) يساعد على عمليّة امتصاص عنصر الكالسيوم والزّنك والحديد وعناصر معدنيّة أخرى من الأمعاء، كما أنّ له دورٌ مهمّ في تنظيم مستوى الكالسيوم في الدّم حيث يقوم بإعادة امتصاصه من الكليتين، وإنّ نقص فيتامين (د) في هذه الحالة يسبّب هشاشة العظام لدى الكبار كما أنّه يسبّب الكساح ولين العظام لدى الصّغار والأطفال لما له من ارتباطٍ كبير مع عنصر الكالسيوم.
ومن أهم فوائد فيتامين (د) تقوية وتنمية مناعة الإنسان ضد الالتهابات، فقد أثبت الطبّ الحديث أنّ لفيتامين (د) دورٌ مهمّ في التّخفيف من الالتهابات في الجسم وتقوية وتنمية جهاز المناعة فيه، بل إنّ إحدى الأعراض التي تدلّ على نقص فيتامين (د) هي كثرة الالتهابات في الجزء العلوي من الجهاز التّنفسي، وقد تكون التهابات اللّثة إحدى صور هذه الالتهابات الشّائعة التي تدلّ على نقصه في الجسم.
صحّة العضلات أيضاً من الجوانب التي يعد فيتامين (د) من المصادر الهامّة لصحتها، فبوجود كميّةٍ مناسبةٍ من فيتامين (د) في الجسم تكون عضلاته في حالة سليمة حيث إنّ العضلات في الجسم تحتاج إلى مستوياتٍ معيّنة من هذا الفيتامين، حيث إنّ نقص هذا الفيتامين يؤدي لإصابتها بالوهن وقد تحدث بعض الحركات اللاإراديّة والانقباضات العضليّة نتيجة ذلك.
كما أثبت العلم الحديث أنّ لفيتامين (د) دوراً هامّاً في الصّحة النّفسيّة للإنسان، وذلك من خلال ملاحظة حالات كثيرة من الاكتئاب بين الحالات التي تعاني من نقص فيهذا الفيتامين. وأخيرا يوجد فيتامين (د) في مشتقات الألبان وفي الأسماك الدّهنيّة مثل التّونة، والسّردين، والسّلمون وصفار البيض.