بداية، لا بدّ لنا من معرفة ماهيّة فيتامين (ب 12) ، من حيث أصله وانتمائه، وأهميّته في حياة الإنسان، ويعرف فيتامين (ب 12) باسم علمي هو (الكوبالامين)، ويُعرف عن هذا الفيتامين بأنّه قابل لأن ينحلّ في الماء، وهو نوعٌ من مجموعة فيتامينات ب والتي يصل عددها إلى ثمانية أنواع.
إنّ أصول فيتامين (ب 12) تعود لأصول حيوانيّة، حيث هو موجود في اللحوم، كاللحوم الحمراء وأيضاً في لحوم الدواجن، وهو أيضاً متوفّر على وجه الخصوص في الكبد، وعرف عن فيتامين (ب 12) بأنّه بالغ الأهميّة لكلّ من الجهاز العصبي وأيضاً للدماغ، بحيث توفره في جسم الإنسان يعطي قدرة فائقة على عمل هذه الأجهزة بشكل طبيعي.
كتعرف ما هو معروف لجميع أنواع الفيتامينات بأنّ هنالك كميّة موصى بها يسمح تناولها بشكل يوميّ، وقد أوصت أغلب جمعيّات الصحّة بأنّ جسم الإنسان تكفيه كمية 5 ميكروجرامات يومياً من فيتامين ب 12، حيث يتمّ تخزين هذا الفيتامين في الكبد وبكميّة كبيرة، إلّا أنّه لم يسجّل حتّى الآن أيّ خطورة أو آثار قد تكون سلبيّة من زيادة كمية تعاطي هذا الفيتامين، إلّا أنّه قد تبيّن بأنّ نقص هذا الفيتامين من جسم الإنسان يكون عادة من عدم قدرة الجسم على إمتصاصه، إذ يفشل في امتصاصه وتخزينه، عكس ما كان شائعاً بأنّه يعود السبب لعدم توفّره في الغذاء.
إنّ فيتامين (ب 12) يعدّ من أهم الفيتامينات التي من شأنها تصنيع الـ DNA والذي يعرف بـ (الحمض النووي) والذي من شأنه أن يساهم في تكوين مادة (ثايميدين ثلاثي الفوسفات)، ويفيد فيتامين (ب 12) في العمل على إنضاج كريات الدمّ الحمراء، ويساهم أيضاً في صناعة غلاف الميالين الخاصّة بالألياف العصبيّة، وهو يساهم أيضاً في إضافة مادة الميثيل إلى الهوموسيستين، ليتمّ من ثمّ تحويله إلى ما يعرف بالميثيونين، وأيضاً يفيد فيتامين (ب 12) أنّه في حال نقص الهيموغلوبين فإنّه يقوم بتعديله، وذلك لأنّ هذا الفيتامين يدخل في التركيبة الخاصّة للكريات الحمراء.
إنّ نقص فيتامين (ب 12) كما ذكرت سابقاً يحدث نتيجة لعف في امتصاصه بالأمعاء، الأمر الذي يعود على جسم الإنسان بأمراض عديدة، من أهمها تكون هشاشة العظم، وأيضاً ارتفاع في مستوى مادة الهوموسيستين وذلك في البول، الأمر الذي يؤدّي إلى شحوب في جلد البشرة، وأيضاً انتباذاً في العدسة، وهنالك أيضاً حالات من الإنصمام الخثاري، وأيضاً يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى الإصابة بمرض الخرف، وأيضاً نقل عصبي ضعيف.
إنّ نقص فيتامين (ب 12) من جسم الإنسان يعرف من خلال علائم ودلالات عديدة، حيث أهمّها يكون التعب والضعف وخاصّة في الذاكرة، ويكون التعب في كل الأمور وخاصّة في العضلات، وممكن أن يصيب الإنسان الترنّح خلال المشي، وهنالك اضطراب في المزج إضافة إلى رعشة في الجسم، وبعضهم يشعرون بالإمساك، وعند الرجال نجد الضعف الجنسي هو الغالب، وأيضاً الشعور في الكآبة والسعي إلى الانطواء هو المسيطر على من يعاني من ضعف من هذا الفيتامين.