شعر حافظ شاعر النيل هكذا لقب الشاعر حافظ ابراهيم الذي عاصر الشاعر احمد شوقي , أصله مصري و أمه تركية . ولد في محافظة اسيوط تحديدا على متن سفينة في بداية عام 1872م و نال لقب شاعر النيل بعد ان عبر عن مشاكل وعيوب الشعب المصري و ترجم حافظ ابراهيم قصائد و كتب أدب لشعراء من الغرب مثل شكسبير و فيكتور . وكان حافظ قوي الذاكرة و لم تضعف ذاكرته طوال الستين سنة التي عاشها في كتابة القصائد و توفي سنة 1932م , و من اثاره الأدبية : الديوان , البؤساء , ليالي سطيع في النقد الاجتماعي , الموجز في علم الاقتصاد..
من قصيدة (الامتيازات الأجنبية) :
سكتُّ فأصغروا أدبي وقلت فاكبروا أربي يقتلنا بلا قود ولا دية ولا رهب ويمشي نحو رايته فنحميه من العطب فقل للفاخرين: أما لهذا الفخر من سبب؟ أروني بينكم رجلا ركينا واضح الحسب أروني نصف مخترع أروني ربع محتسب؟ أروني ناديا حفلا بأهل الفضل والأدب؟ وماذا في مدارسكم من التعليم والكتب؟ وماذا في مساجدكم من التبيان والخطب؟ وماذا في صحائفكم سوى التمويه والكذب؟ حصائد ألسن جرّت إلى الويلات والحرب فهبوا من مراقدكم فإن الوقت من ذهب ومن قصائده ايضا :
أثرتَ بنا مِنَ الشَّوقِ القديمِ....... وذِكرَى ذلكَ العيشِ الرَّخيمِ
وأيّامٍ كَسَوناها جَمَالاً .......وأرقَصنا لها فَلَكَ النَّعيمِ
مَلأناها بنا حُسناً فكانت .......بجِيدٍ الدَّهرِ كالعِقِدِ النَّظِيمِ
وفِتيانٍ مَساميحٍ عليهم .......جلابيبٌ منَ الذَّوقِ السَّليمِ
لهمْ شيمٌ ألذُّ من الأمانِي....... وأطربُ منْ معاطاة ِ النَّديمِ
كهمِّكَ في الخَلاعَة ِ والتَّصابِي...... وإنْ كانوا على خُلُقٍ عَظيمِ
ودعوتهم إلى أنسٍ فوافَوا....... موافاة َ الكريمِ إلَى الكريمِ
وَجَاءُوا كَالْقَطا وَرَدَتْ نَميراً....... عَلى ظمَأٍ وهَبُّوا كالنَّسِيمِ
وكانَ اللَّيْلُ يمرحُ في شبابٍ....... ويَلهُو بالمَجَرَّة ِ والنُّجُومِ
فواصَلنا كُؤوسَ الرّاحِ حتى....... بَدَتْ للعينِ أنوارُ الصَّريمِ
وأعملنَا بهَا رأيَابنِ هاني....... فألحِقْنا بأصحابِ الرَّقيمِ
وظَبْيٍ مِنْ بنِي مِصْرٍ غَرِيرٍ....... شَهِيَّ اللَّفظِ ذي خَدٍّ مَشيمِ
ولّحْظٍ بابليٍّ ذِي انكسارِ .......كأنَّ بطرفهِ سيما اليتيمِ
سقانَا في مُنادَمَة ٍ حديثاً....... نَسِينَا عِنْده بِنْتَ الكُرُومِ
سَلامُ اللهِ يا عَهدَ التَّصابي .......عليكَ وفِتيَة ِ العَهدِ القَديمِ
أحِنُّ لهم ودُونَهُمُ فَلاة .......ٌ كأنَّ فَسِيحَها صَدرُ الحَليمِ
كأنَ أديمَهَا أحشاءُ صَبٍّ....... قدْ التهبتْ مِنَ الوجْدِ الأليمِ
كَأنَّ سَرَابَها إِذْ لاَحَ فِيها ......خِداعٌ لاحَ في وجهِ اللَّئيمِ
تَضِلُّ بليلهِا لِهْبٌ فتَحْكِي...... بوادي التِّيهِ أقوامَ الكَليمِ
وتَمشي السّافياتُ بها حَيارَى...... إذا نُقِلَ الهجيرُ عن الجحيمِ
فمَن لي أنْ أرى تلك المَغاني....... ومافيها من الحُسنِ القَديمِ
فما حَظُّ ابنِ داوُدٍ كحَظِّي....... ولاَ أُوتيتُ مِنْ عِلْمِ العليمِ
ولا أنا مُطلَقٌ كالفِكرِ أسري....... فاستَبِقُ الضَّواحِكَ في الغُيُومِ
ولكنّي مُقَيَّدَة ٌ رِحَالِي........ بقَيدِ العُدمِ في وادي الهُمومِ
نَزَحتُ عن الدّيارِ أرُوَّمُ رِزقي....... وأضرِبُ في المهامِة ِ والتُّخُومِ
وما غادَرتُ في السُودان قَفراً....... ولم أصبُغ بتُربَتِه أديمي
وهأَنا بين أنيابِ المَنايا....... وتحت بَراثِنِ الخَطبِ الجَسيمِ
ولولاَ سَوْرَة ٌ للمجدِ عِندي....... قَنِعْتُ بعيشتِي قَنَعَ الظَّليمِ
أيابْنَ الأكرَمين أباً وجَدّاً...... ويا بنَ عُضادَة ِ الدِّنِ القَويمِ
أقامَ لدِيننَا أَهلُوكَ رُكْناً .......له نَسَبٌ إلى رُكنِ الحَطيمِ
فما طافَ العُفاة ُ به وعادُوا....... بغيرِ العسجدية ِ واللطِيمِ
أتَيْتُكَ والخُطُوبُ تُزِفُّ رَحلِي....... ولي حالٌ أرقُّ مِنَ السَّديمِ
وقدْ أصْبَحْتُ مِنْ سَعْيِ وكَدحِي...... على الأرزاقِ كالثَّوبِ الرَّديمِ
فلاَ تُخْلقْ-فُدِيتَ-أديمَ وجَهِي....... ولا تَقطَعْ مُواصَلَة َ الحَميمِ
وقال ايضا :
والمال إن لم تدخره محصنا بالعلم كان نهاية الإملاق
والعلم إن لم تكتنفه شمائل تعليه كان مطية الإخفاق
لا تحسبن العلم ينفع وحده ما لم يتوج ربه بخلاق
من لي بتربية النساء فإنها في الشرق علة ذلك الإخفاق
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا بالسري أورق أيما إيراق
اللأم أستاذ الأساتذة الألى شغلت مآثرهم مدى الآفاق
أنا لا أقول دعوا النساء سوافرا بين الرجال يجلن في الأسواق
يدرجن حيث أرَدن لا من وازع يحذرن رقبته ولا من واقي
يفعلن أفعال الرجال لواهيا عن واجبات نواعس الأحداق
في دورهن شؤونهن كثيرة كشؤون رب السيف والمزراق
تتشكّل الأزمان في أدوارها دولا وهن على الجمود بواقي
فتوسطوا في الحالتيسن وأنصفوا فالشر في التّقييد والإطلاق
ربوا البنات على الفضيلة إنها في الموقفين لهن خير وثاق
وعليكم أن تستبين بناتكم نور الهدى وعلى الحياءالباقي