قصة إسلام
كانت الفتاة من عائلة كاثولكية متشددة، و في أحد الأيام يعرض عليها عمل تسافر فيه إلى السعودية للعمل مع إحدى الشركات، و عند وصولها إلى تلك البلاد ، اكتشفت أن طبيعة العمل تختلف عما أخبرت به، لقد كان العمل هو المتاجرة بالعرض ، و لكنه لم تقبل هذا الأمر لنفسها و خصوصا أنها من عائلة ملتزمة بالدين النصراني، فتركت كل أمتعتها في الفندق، و هربت و كانت في طريقها تبكي خائفة لأنها في بلاد لاتعرف فيها أحد، و في الطريق لقيت فتيات مع أمهن و أخيهن ، و أخذت تحادثهن باللغة الإنجليزية , و لكنهن لم يفهمنها، و لكن أخاهن فهم كلامها ، حيث أنها أخذت تشرح لهم مشكلتها، فاستضافوها في منزلهم، و عاشت معهم فترة قصيرة ، و تأثرت بشهامتهم و تعاملهم النبيل معها ، فقررت الدخول في الإسلام ، و اعتنقت الإسلام.
و تزوجت عبد الله ابن هذه العائلة، و لبست الحجاب، و بعد فترةرأت في السوق نساء يغطين وجوههن قالت لزوجها "هل هذا من الدين؟" فأخبرها أنه من الدين و لكن لها الحرية في ارتدائه، و راقت لها الفكرة بسبب تضايقها من كثرة نظر الرجال إليها. مكثت في السعودية فترة طويلة و احتاجت بعدها إلى تجديد أوراقها الثبوتية حتى تكون إقامتها قانونية، و لكن كان عليها السفر غلى روسيا و الاتجاه إلى المدينة التي ولدت فيها، و عند وصولها هناك و عند مراجعها الدائرة المختصة بتجديد جوازات السفر، طلبوا منها صورة جديدة لها، و عندما أخذت صورة لها بالحجاب، لكن المدير رفض الصورة و أخبرها أن الصورة الشخصية يجب أن يظهر فيها الشعر، و أخذت تمر عليه في كل يوم و في الفندق كانت تبقى تدعو الله أن تقبل صورتها بالحجاب، و كان زوجها يخفف عنها و يخبرها بأن هذه حاجة و اضطرار و يجوز لها أن تكشف حتى تحصل على أوراقها، و بعد بضعة ايام يسر الله لها الامر و قبلت الصورة.
أخبرت زوجها أنها ترغب في زيارة أهلها، و عندما يفتح الباب لها و لزوجها يغضب أخوها و يخرج من الغرفة و يعود بعد برهة مع أبيه، و عندما يراها أبوها يستشيط غضبا و يتبادل معها الحديث بالروسية، و لكن زوجها لم يفهم الحديث،و تخبر زوجها أن ينتظر قليلا في الغرفة و تذهب مع أبيها و إخوتها الاثنين و يرتفع صوتهم حتى يصل إلى مسامعه، فيخاف قليلا، و فجأة يأتي أخواه و يبرحانه ضربا ثم يدخلان إلى أختهما، و هو يهرب من المنزل غلى المشفى ليقيم فيه ثلاثة أيام، و بعدها يتذكر زوجته و يعود إلى منزل أهلها و يأخذ في مراقبته ليعرف متى يخرج إخوتها و أبوها. و عندها يدق باب المنزل فتفتح له أختها و تخبره أن أختها ليست في المنزل و تهدده .
لم يكن يعلم ما يحدث لها في الداخل منذ أن أمسكت بها عائلتها، وضوعها في غرفة مكبلة بالحديد ، تضرب في كل يوم بالتناوب حتى تعود عن دينها و كانوا يجبرونها على شرب الخمر و لكنها لم تقبل، و كان المسؤولة عن حراستها هي اختها الصغرى ذات ت الخمس عشرة سنة ، التي كانت تستغرب من ثبات أختها في وجه العذاب ، و تشفق عليها شفقة شديدة، و تنصحها أن تفعل ما يطلبه منها العائلة، فأخبرتها أن هذا الدين من يدخله لا يحب الخروج منه، لأن فيه حياة الروح و الراحة التي لا يحس بها الإنسان إلا به ، و الطمأنينة التي ينشدها كل قلب ، و أن خروجها منه يعني لها الموت.
و جاء زوجها مرة أخرى ، في وقت لم يكن رجال المنزل موجودين فيه، فتعطي الفتاة الصغيرة أختها المفتاح لتفتح الباب و تعطيها حاجاتها و تهربها، و تعلن إسلامها، و لكنها لم تهرب معها، و تبقى أختها تفكر بها تدعو لها الله أن يحفظها، و تخبر زوجها أن تعود إلى روسيا مرة أخرى لتنقذ أختها . لقد كان هو ثباتها فما بالنا نحن من ولدنا في الإسلام لا نحس بحلاوته مثلها، فلنعد إلى الله حتى نحس بنعمة الإسلام.