طلع غسق الفجر ، وصعد الهم اليومي ، اعتدنا وأهالي حارتنا على أصوات أبواق الشاحنات وتشغيل السيّارات الضّخمة عوضاً عن سماع أصوات العصافير ونسمات الهواء الصباحيّة ، اسمع صوت جارنا وهو يقول الحمد لله على كل شيء .
التلوّث البيئي ما زالت وستزال أهم الما هى اسباب التي تؤدي للإيذاء المباشر للرئة البشرية والسبب الرئيس للصداع اليومي ، وجدت الحملات للتوعية ولشرح الما هى اسباب والتداعيّات ، لكن للأسف تجد من يصدر التحذيرات والوعود وهو أوّل شخص يكسر الشروط ويتمرّد إلى ابعد الحدود ، فأغلبية المصانع تفتقد المصداقية ويبتعدوا عن أهم القوانين ومستلزمات المحافظة على البيئة وهي المسؤولية والشعور بالآخرين .
ناهيك عن التلوّث من عوادم السيارات ، ودخان الشباب العاطلين عن العمل عند أسوار المدارس ، في الأسواق وعلى حواف الطرق ووسائل ، كل يالبحث عن ذاته . فأصبح من الواجب والإلزام إيجاد الحلول المناسبة ووسائل العلاج و دواء لكل ما يبعث التلوث ومضرة الآخرين والإزعاج للنفس البشرية ، فمن بنيت خصاله على السوء يترتب ذلك على جميع أعماله ، فتتعدّى الجانب الأخلاقي والإجتماعي ، لتصل إلى الديني والدّخول في دائرة المحرّمات .
الطريق السليم والصحيح للتغلّب على الإنفعالات والإضطرابات الدّاخلية التي تؤدّي لوجود هذه المشاكل وعيوب ، إيجاد الحلول من كل الجوانب لكل مشكلة على حدا ، فيجب استبدال السيارات بسيارات صديقة للبيئة، وإلزام المصانع باستخدام أنظمة السلامة ضد التلوّث ، حملات التوعية بمضار التدخين ، والتقليل من استخدام المبيدات الحشرية وإيجاد بدائل لها ، وليبدأ الفرد بالمحاسبة الذاتيّة قبل الأخرين ، كما قال الفلاسفة " حكم عقلك قبل أن تتكلّم بقلبك " .
المخاوف من تلوّث البيئة جزء لا يتجزّأ من الهموم اليوميّة ومن المشاكل وعيوب الدنيويّة ، لا تتعدّى عن بعض المشاكل وعيوب وبعض الخلافات بين الناس ، فالعلاج و دواء يكون بنفس الشخص قبل المجتمع والمؤتمرات والقرارات الأمميّة ، الأعمال مرتبطة مع بعضها البعض ، فلا ينفرد موضوع عن الآخر ولا يتعدّى عن المحاسبة الذاتية للفرد قبل النّظر للمجتمع من حوله .