تعتبر عملية قياس السرعة مسألة جداً مهمة لجميع العاملين في صناعة المركبات المتحركة سواء كانت في البر أو البحر أو الفضاء لأنها تحدد لهم المدة الزمنية التي تحتاجها تلك المركبة للوصول إلى المناطق وقطع المسافات بأزمان محددة ودقيقة نوعاً ما، مما يسهل على منظمو السفر والرحلات إعطاء الراغبين في السفر وقتا دقيقا لما يحتاجونه في قطع تلكم المسافة.
في البر العملية قد تكون سهلة وبسيطة فإنها تعتمد على المسافة المقطوعة على الزمن والمسافة محددة ومعلومة حيث تم رصدها كلياً عن طريق الأقمار الصناعية والصور الفضائية وإن كانت تستخدم سابقاً على حركة المركبة بدوران المحرك ويستخدم حديثا خاصية الجي بي اس لتحديد المسافة بسهولة بالغة للمركبة المتحركة بالنسبة للمسافة المقطوعة أو المسافة الباقية من المسافة الكلية. وفي الأجواء يتم احتسابها بطرق ووسائل معقدة بعض الشي ولن أتطرق ووسائل لها هنا لضيق المساحة.
موضوع هذه المقالة سيكون عن قياس سرعة السفن في البحر وأحب أن نتدرج في طرق ووسائل القياس من البداية قديماً وحديثاً، ففي القديم كان من الصعب قياس السرعة باستخدام قانون نيوتن كما يحدث على البر بقياس المسافة فهذا كان أمراً مستحيل لأن البحر مختلفة شواطئه يومياً فقد يمتد اليوم ويتقلص بعد عام ومن غير الممكن حساب تلك التغييرات في القديم، وحتى اليوم فهناك صعوبة عالية رغم التقنية المتقدمة التي وصلها العالم اليوم، لذلك أوجدوا مصطلح العقدة مما يعتبر الوحدة الأساسية لقياس سرعة السفن في البحر والذي لا زال إلى يومنا هذا بنفس الاسم حتى بتغير الطرق ووسائل المستخدمة في القياس.
فقديما استخدموا حساب عدد لفات رفاص السفينة في الدقيقة حيث كان الرفاص يلف مرة واحدة كل دقيقة وبالتالي يحددوا الزمن وعدد اللفات وعن طريقها يتخلصوا من المسافة لمعلومية المسافة التي تقطعها لفة رفاص واحدة في الدقيقة وهذه الطريقة تقليدية جداً وهي تملك عيوبا جداً كبيرة تتمثل في حالة الطقس الجوية وارتفاع الموج والطحالب وعمق المياه وما إلى ذلك مما يغير من المعطى الأساسي لها وهي عدد لفات الرفاص في الدقيقة الواحدة وبالتالي عدم الدقة في النتيجة، وبعد أن انتبه القدماء لذلك عن طريق أن سفن مختلفة قطعت نفس المسافة في أوقات مختلفة في أزمنة وسرعات مختلفة فقاموا بتغيير طريقة الحساب واعتمدوا على طريقة حساب عدد لفات العجلات الموجودة داخل المياه والتي تدفع القارب وخصوصا في القوارب الصغيرة وغير الكبيرة مما أدى بهم إلى معرفة المسافة المقطوعة عن طريق اللفة التي يأخذها العجلة في المياه في الدقيقة الواحدة عن طريق المقارنة بين الوحدة الأصلية وعدد اللفات الكلية وهذه الطريقة أيضا مع أنها أكثر دقة إلا أنها ضعيفة أيضا وتسبب عدم دقة كبير نوعا ما في الحساب.
اليوم يستخدم الملاحون الأجهزةالإلكترونية الحديثة التي تربط بشكل مباشر في الأقمار الصناعية التي تحدد بالضبط سرعة المركبة مما يسمى بمقياس بيتو السكوني.