نضطر في كثير من الأوقات إلى الفراق مع الأحبة والأصدقاء والأصحاب ، في سبيل المصلحة العامة ، وسواء كانت هذه المصلحة للعلم أو الزواج أو غير ذلك ، ورغم أن ألم الفراق شديد ، والشعور بالرغبة للجلوس بين الأحبة أمر مفروغ منه إلا أننا نشعر أننا لا يمكن ألا أن نهاجر ونتركهم ، علهم يجدوا ما سنجده نحن في سفرنا ، وأسفارنا ، فالسفر ليس مجالاً للمتعة ، بقدر تعرف ما هو شقاء ومعاناة وتعب ، وخاصة إن كانت الرحلات طويلة والبعد أطول وأطول ولكن لا سبيل إلا للتسليم بضرورة المغادرة من أجل الحصول على مستقبل احسن وأفضل ، ووعي احسن وأفضل ، وهذه هي حياتنا ، وهذا هو طبع الإنسان ، فلا يمكن أن نتخيل حياتنا بدون مغامرات قد تلحق بنا نوعا من الألم في بعض الأحيان ، ولكن الكثير من التشويق والاثارة بالتأكيد ، ولا عجب حين أتحدث عن السفر فيستلهم قلبي شوقاً للمغادرة ، ليس على سبيل المغادرة ، وإنما للمتعة التي أجدها أنا في سفري من مكان لمكان ، وكنت قد جربت السفر أكثر من مرة ،و تعملت منه أن الحياة لا يمكنها أن تتوقف إلا أن أردنا لها ذلك ، فالوقوف بالزمن لا يعني أن تتوقف الساعة على أحداث عشناها ومرت بنا ،و لكن التوقف بالزمن يعني التغني بالماضي ، والشعور بأن الحياة لا قيمة لها بعدما فقدنا الاحبة وهجرناهم ، ولعل الملفت في الموضوع أننا كلنا نهوى السفر ،و لكن لا أحد يحب أن يودع أو يفارق .
فوائد السفر السبع :
من فوائد السفر أننا أولاً :