يعيش الإنسان في وسط هذا العالم ضِمن مُجتمعات يشترك معها في عوامل كثيرة من اللغة، والدين، والعادات، والتقاليد التي تُشكّل بدورها نسيجاً مُتجانساً من هذهِ العوامل المذكورة.
يتميّز الإنسان بأنّهُ ذو عقل وحِكمة، وهذه الحكمة هي التي تؤدّي بدورها إلى وُجود نوع من الاحترام المُتبادل بينهُ وبين الآخرين، وهذا هوَ مدار البحث في مقالنا هذا، حيث سنسلّط الضوء على أهميّة وجود الاحترام بين الناس، لما له من آثار طيبة في كافة المجتمعات.
الاحترام
هوَ من الصفات الإيجابيّة التي تتصّف بها الشخصيّة الإنسانيّة تجاه الآخرين، وهوَ هذا الشعور الذي نُبديه لمُستحقيه من كِبار السنّ مثلاً أو القادة وأولياء الأمور أو الأشخاص الناجحين والموهوبين والمشهور لهُم بالفضل، والاحترام هوَ دليل المُجتمعات الراقية والسامية، فالمُجتمع الذي تسوده أجواء الاحترام المُتبادلة هوَ مُجتمع رفيع وفي طريقه نحوَ التطوّر والتقدّم بفضل هذا الخُلُق الرفيع الذي يتحلّى بهِ أبناؤه.
احترام الآخرين
يكون الاحترام منّا للآخرين دليلاً على محبّتنا الصادقة لهُم وتقديراً لما هُم عليه خُصوصاً كِبار السنّ، حيث يجب علينا توقيرهم واحترامهُم، وهذا الاحترام يشمل الأدب في الحديث معهُم، والتلطّف في التكلّم والحوار، فلا نرفع أصواتنا مع كِبار السنّ ونصرخ في وجوههم أو نتعامل معهُم كما نتعامل مع أبناء جيلنا أو الصغار منا، فهذا الكبير في السِنّ ما وصلَ لهذا العُمر إلاّ وقامَ بدوره في خدمة المُجتمع وفي تقديم النفع للناس، ومِن باب ردّ الجميل لهُم فإنّنا نُسدي لهُم هذا العرفان والاحترام والتقدير.
بالمُقابل فإنَّ أجواء الاحترام السائدة تكون نتيجةً لاحترامنا لأنفسنا في البداية، والمقصود باحترام النفس والذات هوَ أن يُجنّبَ الشخص نفسهُ مواطنَ السوء ومواطنَ البُغض والكراهية، أو أن يكونَ ذا خُلُق رديء وطِباع سيئة، وهذا بلا شكّ قد فقدَ احترامهُ لنفسه واحترام الآخرين له، والواجب أن يدفع نفسه نحوَ تحسين طبائعه والنظر فيما يُصلح أموره الخاصّة، ثمَّ ينطلق إلى المُحيط الخارجيّ فيُحسّن من علاقته مع الآخرين ويمُدّ يد العون لهُم ويبني جُسوراً من الودّ والمحبّة والاحترام الذي سيكون مُتبادلاً في هذهِ الحالة بلا شكّ.
لا يعني الاحترام أن يكونَ مُخصصاً لطبقة مُعيّنة دونَ غيرها أو لأُناس دونَ أُناس، فهوَ كما ذكرنا سابقاً يكون في الكِبار أولاً، ولأولي الأمر ولأهل النجاح والتميّز والكفاءة، ولكلّ طبقات المُجتمع والناس، فيجب أن نُنزل الناس في أماكنهم اللائقة مع بذل الاحترام للجميع سواءَ كانوا صِغاراً أو كِبارا فهوَ خُلُقٌ عامّ يجمع ولا يُفرّق.