لقد منّ الله علينا بنعمة وجود الأب والأم؛ حيث يعتبر الوالدان طريقاً لنا للجنة، ولذلك أمرنا الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم بضرورة برّ الوالدين وضرورة طاعتهما والقيام بكلّ ما يحتاجانه ويطلبانه؛ حيث وردت في القرآن الكريم والسنّة النبويّة المطهرة العديد من الآيات القرآنية والأحاديث التي تحضّ على طاعة الوالدين وبرهما ففي برهما رضا الله سبحانه وتحقيق رحمته، كما أنّ بر الوالدين من أهم المفاتيح التي ننال بها التوفيق في الدنيا والآخرة.
إنّ أكثر من يشعر بقيمة الوالدين وقيمة برّهتعرف ما هو من فقد والديه أو أحدهما؛ حيث يرى بأنّه فقد باباً من أبواب رحمة الله الواسعة وطريقاً من الطرق ووسائل المؤكّدة للجنة التي كفلها لنا الله وبالتالي لا بدّ علينا من الالبحث عن الطرق ووسائل التي تساعدنا في تحقيق برّ الوالدين على أكمل وجه حتى ننال رضا الله سبحانه وتعالى ورضا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
طرق ووسائل بر الوالدين
من الطرق ووسائل التي بإمكاننا أن نحقق بها برّ الوالدين هي السعي الدائم لتحقيق ما يرغبان به منّا في علمنا وعملنا؛ حيث يتمنّى الآباء من أبنائهم أن يكونوا ذا شأنٍ عظيم في الدّنيا من خلال ما يصلون إليه من درجات علميّة، ويرى الآباء أنّ بدراسة أبنائهم وحصولهم على درجاتٍ علميّة تحقيقاً لأحلامهم ورغباتهم، كما ويحبّ الآباء من أبنائهم أن يتمتّعوا بأخلاقٍ عالية في سلوكهم؛ حيث يحافظون بذلك على السيرة الطيّبة لأنفسهم ولذويهم بين الناس، ويكسبون رضا الله بسبب تمتّعهم بالأخلاق العالية.
ومن الطرق ووسائل الأخرى التي بإمكاننا أن ننال بها بر الوالدين أيضاً هي معاملتهما بطريقة حسنة وترضي الله، وأن لا نتعامل معهما بشدّة، وأن لا نرفع أصواتنا عليهما، بالإضافة لذلك لا بدّ من المحافظة عليهما أثناء كبرهما من خلال تقديم السكن الملائم لهما، وتقديم كلّ ما يحتاجونه من احتياجات أخرى، ومعاملتهما بطريقة تليق بهما في كبرهما حتى يرحمنا أبناؤنا عندما نصبح كباراً في السن.
ومن أوجه برّ الوالدين أيضاً تعليمهما أمور الدين كما يجب، وتعريفهما على الأمور الشرعية التي يحتاجونها عند كبرهما؛ حيث يحتاج الوالدان إلى تعلّم الأحكام الشرعية التي تساعدهما في تطبيق أمور دينهما إذا لم يكونا متعلّمين؛ حيث يساعدهما ذلك في تعلّم الأمور التي ينبغي عليهما القيام بها أثناء الصلاة وقراءة القرآن وغيرها من العبادات التي يقومون بها، وهذا يجعل من رضا الله ورضا الوالدين أمراً محقّقاً بسبب قيامنا بتعليمهما ما ينفعهما بالدّنيا والآخرة.