يرغب كثير من الآباء في تربية أبنائهم على الصلاة والقرآن منذ الصغر، رغبة منهم في أن ينشئوا نشأ صالحا بارا بأهله وأمته، والحقيقة بأن هذا الأمر يشكل تحدياً فعلياً للكثيرين، ذلك بأن التربية تحتاج إلى متابعة وعناء، كالنبتة إن تعاهدتها بالرعاية والسقاء أنبتت لك ما تريد من الثمار اليانعة اللذيذة، وكذلك الطفل كلّما ربيته على الأخلاق والدين كلما كان أهلاً لأن يكون صالحاً بحياته باراً بوالديه طائعاً لربه، وإن من أهم الأمور التي يربى عليها الأبناء ركن الصلاة الذي هو عمود الدين، وهو الصلة بين العبد وربه، وهناك عدد من الوسائل التي تعيين الآباء على تربية أبنائهم على الصلاة نذكر منها :
- على الأب الصالح أن يعلم ابنه معنى الصلاة حقيقة وإن لم يدرك معناها في صغره، ذلك بأن المعنى يترسخ في ذهن الطفل ليستعيده في كبره ويتبينه حقيقة وواقعاً في حياته، فيبين الأب لابنه أهمية وفائدة الصلاة وركنيتها، وأن من يتركها تكاسلاً حين تجب عليه يعد من الفاسقين، وكل تلك المعاني تترسخ في عقل الطفل ووجدانه .
- كما أن على الوالدين أن يكونوا قدوة حين يأمرون ابنهم بفعل شيء، فالابن ينظر دائماً إلى فعل والديه، فحين يراهم يحرصون على أداء الصلوات في وقتها تراه يتحمس لذلك ويحاول أن يقلدهم لأنهم يراهم هم القدوة في حياته .
- على الأب كذلك ان يصطحب ابنه إلى المساجد لكي ينظر إلى الناس وهو يؤدّون صلواتهم، وكذلك حتى يتعلق قلبه بالمساجد منذ صغره فلا يستوحشها في كبره، كثيرون يغفلون هذه المسألة المهمة في التربية، والتي تربط بين العمل والصور المشاهدة، فكثيراً منا لا يتذكر الأعمال التي عملها في حياته إلا من خلال المكان التي عملت فيه، فربط الصلاة بالمسجد مما يعين في تربية الطفل على الصلاة وترسيخ محبتها في قلبه، وكما قال الشاعر في ذلك:
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا *** عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
وَما دانَ الفَتى بِحِجىً وَلَكِن ***يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوه
وأخيراً نذكّر الآبناء بعدم نسيان جانب الترغيب حين يعلمون أبناءهم الصلاة، فكثير من الآباء يرغبون أبناءهم بالصلاة من خلال الهدايا والجوائر ولا حرج في ذلك فهذا من الحذاقة في التربية والحكمة البالغة، جعلنا الله جميعاً ممن يحرصون على تربية أبنائهم التربية الصحيحة على الصلاة والأخلاق .