الخوف عند الأطفال
يحدث للطفل الكثير من المخاوف الطبيعية، وكثيراً ما تحدث هذه المخاوف في أعمار محددة.فمثلاً، إن الكثير من الأطفال يخشون الدخول إلى الغرف المظلمة -أو حتى أي مكان مظلم- لذلك فهم يُصرون على إضاءة الغرف وغيرها، ويذكر أطباء النفس أن خوف الطفل من الظلام، يعتبر من أخر المخاوف التي يتخلص منها الطفل.ويبدأ الخوف في الظهور عند الطفل في مقدمة السّنة الثانية من عمره. إنّ هناك العديد من الأطفال الذي يخافون من صوت الرعد. هذه المخاوف وغيرها تنعدم عندما يكبر الطفل، كمايستطيع الآباء مساعدة أطفالهم إذا تفهموهم وصبروا عليهم، ومن ثَمَّ يساعدوهم في التغلب على الكثير من مخاوفهم التي تظهر في هذه المرحلة.
لكن على الوالدان تفهم بعض المخاطر الفعلية التي تهدد أطفالهم، حيث إنَّ هناك الكثير من الآباء الذين يبذلون كثيراً من التفاهم والصبر؛ لتخليص أطفالهم من عدة مخاوف، لكنَهم في الوقت نفسه يُعلِّمون الطفل بعض المخاوف أثناء حمايتهم من الخوف!.
متى يُعالج الأطفال من الخوف
عندما يشعر الوالدن أنّ طفلهم ليس على طبيعته، وأن الطَّفل لا يؤدي نشاطه المعتاد، كما ويتعرض لإجهاد كبير بسبب الخوف، فيجب عرض الطفل على طبيب مختصٍّ في معالجة الأطفال.
الخوف عند الأطفال حسب العمر
لدى الأطفال الكثير من المخاوف الطبيعية، وسوف أقوم بتقسيم المخاوف المنتشرة -حسب عمر الطفل-:
- المخاوف التي تصيب طفل بعمر سنتين فما دون: يخشى الكثير من الأطفال في هذا العمر من سماع الأصوات العالية والأصوات الغريبة بالنسبة له، وكذلك خوفه من أن ينفصل عن والديه، ويخاف من رؤية الأجسام الكبيرة.
- المخاوف التي تصيب الطفل من ثلاث إلى ستّ سنوات: يتعرض الطفل للخوف من رؤية الأشياء الخيالية، مثل: الوحوش، والأشباح التي يراها على التلفاز، وكذلك يخاف من الظلام والنوم وحيداً، وإذا سمع صوتاً غريباً يشعر بالخوف.
- المخاوف التي تصيب الأطفال من سبعة إلى ستة عشر سنة: في هذا العمر يبدأ يخاف الطفل من الأشياء الواقعية، مثل: خوفه من التعرض للإصابة، وخوفه من تحصيله المدرسي، ومن الموت، والحوادث الطبيعية، وغيرها.
هناك نقطة -مهمةٌ- وهي خوف الأطفال من الذهاب إلى المدرسة؛ وذلك لتعلقهم بالوالدين، وعدم رغبتهم بالانفصال عنهم، فهذا يعتبر سبب رئيسي لعدم ذهابهم للمدرسة، وهذا السبب يتواجد عند الأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين خمس إلى سبع سنوات، وهذا لا ينطبق على الأطفال الأكبر سناً؛ لأنهم أكثر وعياً نوعاً ما منهم، وهناك سبب آخر يدعو الطفل للخوف من المدرسة، وهي المعاملة السيئة والقاسية التي يجدها هناك، وتواجد المعلمين غير الودودين.
ما هى اسباب ودواعي الخوف عند الأطفال
- يظهر الخوف عند الأطفال عندما يتعرضون لأشياء لا يستطيعون تفسيرها، فيشعر الطفل بتهديد هذه الأشياء له، وقد نجد طفل لا يخاف من أشياء تخيف أخاه الآخر أو أخته.
- ما يراه من ردود فعل الأخرين لشيء ما: يتعرض الطفل للخوف عندما يرى رد فعل الشخص الكبير عندما يرى ثعبان أو أسد مثلاً.
- رؤية الطفل لحدث مخيف مؤلم: عندما يشاهد الطفل حادث سيارة مخيفة؛ فمن الطبيعي أن يتعرض للخوف، أو عندما يرى قطَّة تدهسها سيارة، وغيرها من الحوداث التي قد تبقى عالقة في ذهن الطفل حتى يكبر.
- عدم احترام الطفل، والثقة المنعدمة: هناك الكثير من التصرفات التي تخرج من الوالدين وأفراد الأسرة التي تعدم شخصية الطفل وتقلِّل من احترامه، بل وتجعله لا يحترم نفسه، ويفقد الثقة -أيضا- لذلك على الوالدين وأفراد الأسرة الباقين دعم الطفل، وتعزيز ثقته بنفسه، وإشعاره بقيمة نفسه، حتى يتجنّب الطفل الخوف.
- مشاكل وعيوب الأسرة الدائمة: هناك الكثير من المشاكل وعيوب التي تحدث داخل الأسرة، لكنّ المشاكل وعيوب الدائمة تعرض الأطفال إلى التوتر، وتجعله عرضة للخوف، هذه مشكلة -مهمة- يجب على الأسرة أن تعالجها؛ للحفاظ على أطفالهم.
- القلق الذي يعاني منه الطفل يرجع إلى مستوى خوفه من أحداث ماضية، ومن سعة خياله، حيث هناك الكثير من الأطفال يتَّصفون بخيالٍ جامح يخافون منه.
إذا ظهرت هذه المخاوف على الطفل؛ فيجب عليهم أن يوفِّروا لأطفالهم بعض الوقت، وأن يقوم الوالدان - باجتهاد- لتجنَّب أي حدث أو موقف يمكنها أن تنمِّي المخاوف لدى أطفالهم.
نصائح للآباء
- أن يتجنب الوالدان تعزير أطفالهم، وإلقاء المحاضرات عليهم. لا يمكن للطفل الانتهاء والتخلص من مخاوفه إذا كان الآخرون يسخرون منه، أو عندما يقومون بإجباره على فعل أو قول شيء ما.
- إذا تقبل وتفهم الوالدان خوف أطفالهم بشكلٍ منطقيٍّ؛ فسوف يساعدون أطفالهم في تخليصهم من مخاوفهم، فيقدِّمون الدعم الكامل لهم عندما يشعرون بالخوف. فيجب على الآباء تحليل موقف أطفالهم بشكل منطقيٍّ، وعليهم تطمينهم ورفع معنوياتهم.
- بعض المخاوف جيدة للطفل، فعندما يحذر الوالدان طفلهم بعدم مصاحبة الغرباء -مثلاً- فسوف يعلم هذا الطفل عندما يكبر قليلا حقيقة هذا الأمر، وسوف يزداد وعيه حول هذه الحقيقة؛ لأنّ بعض الناس أشرارٌ فعلاً. فكلّما كبر الطفل، زاد فهمه حول الحقيقة والخيال، والسبب والنتيجة اللأشياء من حوله.
في نهاية الأمر سوف يتغلب الطفل على أغلب مخاوفه، أو أنها سوف تختفي من تلقاء نفسها.
طريقة مواجهة المخاوف
- إنّ طريقة مواجهة المخاوف أمر مهم -جداً-، وعلى الوالدين تعليم طفلهم طريقة مواجهة مخاوفه، وذلك حتى يتعلم الطفل بعض المهارات التي تجعلهم يشعون بأنهم قادرون على التحكم في مخاوفهم. مثلاً: تعليم الطفل بأنْ يأخذ نفَساً عميقاً، وتعليمه كيف يحول الوحش المخيف إلى وحش مضحك؟.
- قيام الوالدان بقراءة القِصص التي تتحدث عن أحداث مخيفة تكون الحاجة فيها محكمة بأن الخوف لاشيء مثلا، -ومن هذا القبيل-.
كيف يُعالَج الخوف عند الأطفال
- يجب أن نأخذ -بعين الاعتبار- أنّ للخوف تأثيرٌ ليس بسيطاً على حياة الطفل، لكنْ إذا كان هذا الخوف لايؤثر في حياة الطفل المعتادة؛ فأنّه -على الأغلب- سوف يزول وينتهي.لكنْ إذا كان هذا الخوف يؤثر على حياة الطفل، ويسبب له الإجهاد، ويؤثر على نشاطاته الأخرى، فيجب أن يتم عرضه على طبيب مختص، وأن يتلقى العلاج.
- إنَّ الطريقة التي يعالج بها الخوف عند البالغون، تُستخدم في الكثير من الأحيان لعلاج و دواء الأطفال، حيث تعالج المخاوف لتزول بتعرضهم للمواقف التي يخافون منها، ومن المهم الكشف عن سجل الطفل القديم، ومعرفة ما كان يخافه قبل البدء في علاج و دواء الطفل.
- إنَّ معاقبةِ الطفل على خوفه قد تزيد من مخاوفه التي يعاني منها؛ بل تؤدي به إلى كتم مشاعره، وهذا الأمر يؤدي إلى نتائجَ خطيرةٍ على الطفل، فيجب الحذر من ذلك، لذلك على الوالدين تجنُّب هذه الطريقة السيئة، ويجب استبدالها بدعم الطفل، وتنمية قدرته في مواجهة الخوف.
- ممارسة الأنشطة التحفيزية مع الطفل الخائف، مثلاً: أن يلعب الوالدان وطفلهم مع الأشياء التي يخاف منها، فيكون الوحش على شكل لعبة، لأن الأطفال أكثر استجابة عند اللعب.
- وعندما يكون الطفل خائف بشكلٍ شديد، فعندها يستخدم الذي يعالج الطفل (طرق ووسائل الاسترخاء)، وكذلك يقوم بعرض مقاطع فيديو بحيث يجعله يواجه خوفه بشكل خيالي.
إنَّ هذه الطريقة فعالةٌ؛ لأنها تساعد الطفل على تخيل طرائق مواجهة المواقف والأشياء التي يخاف منها، قبل أن يتعرض لها في واقعه الحقيقي.