الصّلاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، اشترط الإسلام لصحّتها أن يكون المصلّي على وضوء وطهارة. فتعرف ما هو الوضوء؟ وتعرف على ما هى كيفيته؟ وما مبطلاته ونواقضه؟
الوضوء هو شرط من شروط قبول الصّلاة، وهو من باب الطّهارة. ونعني بالوضوء هو غسل اليدين والرّجلين والرّأس والوجه بالماء. ويكون ذلك بوجود النيّة للوضوء، ونبدأه بالبسملة باسم الله تعالى، ثم نغسل الكفين ثلاث مرّات، ونتمضمض ثلاثاً، ونستنشق الماء ثلاثاً، ثم نغسل الوجه ثلاثاً، وبعدها نغسل اليدين حتى المرفقين ثلاثاً، ثم يُمسح الرأس مرة واحدة، وأخيراً تغسل الرجلين حتى الكعبين ثلاثاً. وبهذا يتم المصليّ الوضوء، ويستعدّ للصّلاة.
لا تقبل الصّلاة بدون وضوء، فمبطلات الوضوء ونواقضه كثيرة، وهي الأمور التي قد تحدث مع المصلّي أو تصيبه، فينتقض وضوؤه ويستوجب عليه إعادته ليصبح على وضوء مرّة أخرى. ونواقض الوضوء كثيرة، أوّلها: ما يخرج من بين السبيلين، سواء أكان ذلك من القبل أو الدّبر، كثيراً أو قليلاً، فالربح، والبول، والمني، والمذي، والبراز كلها مبطلة للوضوء؛ لقوله تعالى في سورة النساء: "أو جاء أحد منكم من الغائط"، ويقول - صلّى الله عليه وسلم- : "فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً".
ثانيها: نزول الدّم سواء أكان دم الحيض، أو النّفاس، أو الاستحاضة، أو دم خارج من الجسم بكثرة؛ فكل ما يوجب الغسل عليه وضوء إلا غسل الجنابة.
ثالثها: زوال العقل؛ سواء أكان ذلك بالسّكر، أو الجنون، أو الإغماء، أو النوم العميق. أمّا النّعاس فهو غير مبطل للوضوء حيث يسمع الشخص كلام من حوله لكنه لا يعيه.
رابعها: مسّ القبل أو الدّبر مسّاً مباشراً، وذلك لقول الرسول الكريم "صلّى الله عليه وسلم: "من مسّ فرجه فليتوضأ"، أما المسّ غير المباشر أو بوجود حائل فهو غير منقض للوضوء.
خامسها: لمس الرجل للمرأة بشهوة أو العكس.
سادسها: أكل الإبل ولحمه، حيث ورد عن حابر بن سمرة أنّ رجلاً سأل الرسول "صلّى الله عليه وسلم": أنتوضأ من لحم الغنم؟ قال: "إن شئت فتوضّأ، وإن شئت لا تتوضّأ"، قال: أنتوضّأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم توضّأ من لحوم الإبل"، ورد في صحيح مسلم.
أمّا حكم من ينتقض وضوؤه فلا تجوز صلاته ولا تقبل سواء أكانت صلاة الفرض أو صلاة السنّة، كما أنّه لا يقبل طوافه في الكعبة، كما أنّه لا يجوز أن يمسّ القرآن أو يحمله ويقرأ فيه بدون وضوء. ولا تقبل أحكام ما ذُكر كالصلاة والطواف وقراءة القرآن إلا بإعادة الوضوء مرّة أخرى بنية الطهارة.
ولا ننسى أنّ كل ما شرّع في ديينا له حكمة من ذلك، فبالتّأكيد أن للوضوء فوائد جمّة على صحة جسم الإنسان، كما أنه يقي الجسم من العديد من الأمراض. إضافة إلى ذلك، فإنّ الوضوء عبادة يستعدّ بها المسلم للصلاة ولقاء ربّه نظيفاً طاهراً، وقد روي في صحيح مسلم أن رسول الله "صلّى الله عليه وسلّم قال: "من توضّأ فأحسن الوضوء، خرجت الخطايا من جسده حتى تخرج من تحت أظافره"، كما أن ابن حيّان روى عن الرسول "صلّى الله عليه و سلّم" أنّه قال: "من توضّأّ كما أُمر وصلّى كما أٌمر غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه".