الوضوء والصلاة
فرض الله عز وجل علينا خمس صلوات في كل يوم، لدوام الصلة بين العبد وربه، تتنزّل فيها الرحمات، وتغشى العبد السكينة، وبما أن الصلاة وقوف بين عديّ الله عزوجل، فلابد للعبد أن يكون في كامل نظافته وطهارته، فمن شروط إقامة الصلاة الوضوء، وما لايتم الفرض إلا به فهو فرض، وقد قال رسولنا الكريم: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ)، ومن هنا تبيّن أن الوضوء فرض، ولا تقبل صلاة بدونه.
وقد بيّن لنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم طريقة الوضوء في قوله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين)، ومن هنا تعلّمنا فرائض الوضوء وهي على الترتيب: غسل الوجه، ومن ثم غسل اليدين إلى المرفقين، ثم مسح الرأس، وأخيراً غسل الرجلين، ولابد من إيصال الماء إلى الكعبين، أما سنن الوضوء فهي: المضمضة والاستنشاق ومسح الأذنين.
والله تعالى لم يفرض شيئًا على عباده إلا لحكمة عظيمة، سواء علمناها أم لم نعلمها، فمن بعض فوائد الوضوء أنه ينشط الجسم والدورة الدموية، ويطفئ الغضب، فالغضب من الشيطان، والشيطان من نار، فبالوضوء تُطفأ النار، وله فوائد جسمية ونفسية كثيرة، فضلاً عن أنه يأتي نوراً يوم القيامة، يضيء لصاحبه الطريق في تلك الظلمة الحالكة.
طريقة الوضوء
والكثير من الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله لا يعلمون عن الوضوء شيئاً، أو أنهم يتبعون طرقاً غير صحيحة ولا مشروعة، والبعض يصلي دونما وضوء، فالعبد أول مايحاسب عليه هو الصلاة، ولابد للصلاة من وضوء صحيح كامل مع إسباغه كما يلي، تبعاً لماورد في القرآن الكريم والسنة المشرفة، وهي على الترتيب والموالاة:
- غسل الكفيّن ثلاث مرات.
- المضمضة ثلاث مرات، وذلك بإدخال الماء للفم وتحريكه فيه، ثم طرحه خارجاً.
- الاستنشاق ثلاث مرات، وهو جذب الماء للأنف عن طريق النفس، ومن ثم استنثاره فيخرج من الأنف.
- غسل الوجه ثلاث مرات، من منبت الشعر حتى الذقن، ومن الأذن إلى الأذن.
- غسل اليدين إلى المرفقين ثلاث مرات، بدءً من اليد اليمنى ثم اليسرى.
- مسح الرأس مرة واحدة، بدءاً من مقدمته إلى مؤخرته، والعودة بالعكس.
- مسح الأذنين من الداخل والخارج مرة واحدة.
- غسل الرجلين إلى الكعبين ثلاث مرات، مع تخليل الأصابع.
وبعد انتهاء الوضوء يُقال: (أشهد ان لاإله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)، رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً.
ومعنى الموالاة أي التتابع، فلا يجب غسل أحد الأعضاء وتركه حتى ينشف، ومن ثم غسل الآخر. والإسباغ: هو غسل العضو بشكل كامل، فمثلاً القدمين البعض يغسلهما ويبقى جزء من الكعب دون وصول الماء إليه، وهذا خطأ بل يجب إيصال الماء للكعبين بشكل كامل.