فرض الله تعالى كل على مسلمة الحجاب ، فهو من جملة العبادات الموكلة للفتاة المسلمة المؤمنة ، فالحجاب جزءٌ لا يتجزأ من إسلامنا و ديننا ، فالمسلمة زينها الله تعالى بحجابها رمزاُ للإسلام و العفة و النقاء .
وهو فرض على كل مسلمة ، واجبٌ عليها عند وصولها سن الرشد ، و سن البلوغ أن ترتديه امتثالاُ لأوامر الله تعالى . والله تعالى فرض الحجاب للفتاة سُترةَ وعفةَ لها ، لا كما يظن البعض بأنه قيدٌ للحرية ، غير مهمٍ إن كانت ذا خلق حسن . فحاشا الله أن يقيّد فتيات الإسلام ، لكن الله تعالى كرّم بنات حوا بالحشمة و الأدب و العفةِ ، ففرض الحجاب كي تحمي الفتاة نفسها من أعين الناس و الرجال و السفهاء من يكونون في الطرقات ، لحمايتها من قلوب البعض المريضة التي تعترض طريق كل فتاة لأنها أنثة فقط .
فلا الحجاب قيدٌ و لا هو مانعٌ للحياةِ ، بل هو الحياة و النقاء ، فبحاجبها تتزين عن سائر الفتيات بالأدب و النور و الإيمان و الحشمة ، فلا تكن عباقي الفتيات المتبرجات الكاسيات العاريات . فالحجاب سترة للفتاة لشعرها ، و أيضاً هو رمزٌ لفتيات أمة محمد صلى الله عليه و سلّم .
و الحجاب ليس قطعة قماش تضعها الفتاة على رأسها فقط ، بل يجب أن يكون الحجاب صحيحاً متكاملاً كما يحبه الله تعالى و يرضاه ، فلا تخرج الفتاة متبرجةُ متعطرةَ متزينةَ ، لبسها لافتٌ ضيقُ شفافٌ ، فلا يجوز أن تلفت هذا و تغري ذاك ، حجابها يمتد من رأسها لكامل جسمها ، فالمرأة كلها عورة لا يجوز لها إلا كشف الوجه و الكفين ، فتلبس حجابها و تستر جسدها باللباس الذي يحب الله و يرضاه . فما أقسى أن تخسر الفتاةُ جنة عرضها السموات و الأرض ، جنةٌ لها ثماني أبواب ، فلا تفت من أي باب ؛ فقط لأنها التفت لمرضاة الناس في لبساها ، و نسيت رضى الله عز و جلّ ، فظهرت متبرجة ، باللباس الملفت ، لم تراعي أحكام الله و تراعيها .
قال الله تعالى في القرآن الكريم :( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) [الأحزاب: 59 ] ، فإن ارتدت الفتاة ما يرضي الله في الدنيا ، ألبسها ما ترضى في الآخرة ، قال تعالى : ( عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ) . و إن لبست ما يغضب الله فستجد في الآخرة ما يغضبها من لباس ، قال تعالى : (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ) .