تعد جمهوريّة ( البيرو )، من الدول الموجودة في قارة أمريكا الجنوبيّة، حيث تقع في غربها، وفي الحدود معها وعلى شمالها تحديداً نجد كلّ من كولومبيا، أمّا البرازيل فتقع في شرقها، وصولاً إلى بوليفيا التي تقع في جنوبها الشرقي، وتشيلي التي تقع في جنوبها، كما وتُشرف على المحيط الهادئ من غربها .
لقد كانت البيرو فيما مضى هي الموطن الرئيسي لواحدة من الحضارات الأقدم في العالم وهي ( نورتي شيكو )، فيما أصبحت بعدها موطناً لـ ( إمبراطوريّة الإنكا ) والتي كانت تعد حينها من الدول الأكبر في القارة الأمريكيّة، وذلك قبل اكتشاف كريستوف كولومبس لأمريكا، فلقد تمّ احتلال هذه المنطقة كاملة من قِبل ( الإمبرطوريّة الإسبانيّة ) لتصبح تابعة إداريّاً وسياسيّاً لهذه الإمبراطوريّة الإسبانيّة، وكان ذلك خلال القرن السادس عشر:.
نالت البيرو عام 1821 م استقلالها عن إسبانيا، إلاّ أنها دخلت في حالة اضطرابات سياسيّة وماليّة، إلاّ أنّها غالباً ما كانت تتجاوز تلك الاضطرابات وتعود مجدّداً لاستقرارها وازدهارها اقتصاديّاً.
يبلغ اليوم عدد سكان جمهوريّة البيرو ما يزيد عن 29.500.000 نسمة، وشعبها عبارة عن مزيج ممن هاجر إليها مِن قارة أوروبا أو أفريقيا أو آسيا، إضافة إلى شعبها الأصلي وهم الهنود الحمر سكّان أمريكا الأصليين، لذلك نجد في البيرو خليط من الثقافات وأيضاً في العادات والتقاليد، والذي بدوره أدّى إلى وجود تنوّعٍ كبيرٍ إنّ كان في مجال الأدب أمّ في مجال الموسيقى، أمّ في أغلب الفنون الموجودة، تحديداً فنّ الطبخ وذلك نتيجة تعدّد المطابخ.
إنّ العملة التي تُستعمل في دولة البيرو تعرف باسم ( سول بيروفي الجديد ) وتُلفظ باللغة الإسبانيّة بـ (Nuevo Sol Peruano )، وهي عملة البيرو الخاصّة، ويرمز لهذا السول بـ ( S )، وقد تخلّت الحكومة عن عملة البلاد في دولة البيرو بسبب ما حصل في البلاد من تضخّم في قيمة النقد المفرطة، وكان ذلك عام 1991 م، ويذكر بأنّ وضع السول الجديد هذا يتمتّع بانخفاض في قيمة تضخّمه.
كما وقد شهد الاقتصاد في دولة البيرو ازدهاراً كبيراً، خاصّة في السنوات الخمس عشرة الأخيرة حيث كان النمو في البلاد ملحوظاً، ممّا أدّى لاحتلاله عالمياً المرتبة الثالثة والأربعين بين دول العالم وذلك بحسب ( مورغان ستانلي كابيتال انترناشيونال )، ويعود هذا التقدّم الملحوظ في نموّ البيرو إلى الاستقرار الذي شهدته كافّة مجالاتها السياسيّة، والاقتصاديّة، والتجاريّة الذي تعيشه البلاد.