العملات المتداولة
تعتمد الدول المعترف بها رسمياً والمنضمة لعضوية الأمم المتحدة وحدات نقدية خاصة بها تتفاوت ما بين بعضها البعض، وكما تمتلك أيضاً الدول المعترف بها جزئياً عملات رسمية أيضاً.
يعرف النقد أو العملة بأنه عبارة إحدى الوحدات المستخدمة في عمليات التبادل التجاري، والتي يتفاوت استخدامها من دولة لأخرى، وتعتبر هذه العملة بمثابة وسيلة لتسهيل التبادل التجاري، وجاءت هذه العملات المتداولة لتمثل أسلوباً تبادلياً وتحل محل التبادل بالسلع، ومن الأمثلة على وحدات النقد المتداولة الدولار الأمريكي الأكثر شيوعاً في العالم، والفرنك السويسري، والين الياباني، والجنيه الإسترليني، والدينار الأردني، والدينار الجزائري، والدرهم الإماراتي.
وحدة النقد في سويسرا
تعتمد سويسرا في تعاملاتها التجارية وحدة نقدية خاصة بها وهي "الفرنك السويسري"، ويرمز لها في الأسواق المالية بالرمز Fr، وتصنّف من العملات القانونية المعتمدة رسمياً لدى الأمم المتحدة، ويشيع استخدام هذه الوحدة النقدية في كل من سويسرا، وليختنشتاين، وديتاليا، ومكتنف كامبيوني، إلا أنّ الأخيرة ليست وحدة نقدية رسمية لديها وإنما اليورو هي العملة القانونية لها، ويتولى المصرف الوطني السويسري إصدار الأوراق النقدية أما العملات النقدية فيتم إصدارها من دار الصك السويسرية.
ينفرد الفرنك السويسري بإصداره بالقارة الأوروبية، وتعتبر الوحدة النقدية الأصغر من الرابن وهي Rp، وله عدة مسميات كالسنتيم باللغة الألمانية، والراب باللغة الإيطالية، ويرمز له في كل من المؤسسات المالية والمصارف بالأيزو وهو CHF.
يكشف التاريخ الاقتصادي لسويسرا بأنها قد بدأت باستخدام القطع النقدية للاتحاد السويسري منذ مطلع عام 1850م، وسرى المفعول القانوني لها، وفي عام 1924م بدأ استخدامها في ليختشتاين، وعاشت البلاد حالة من الاستقرار الاقتصادي وتمثل ذلك بعدم حدوث تغييرات كبرى على قطع الفرنك السويسري.
يعود السبب في هذا الاستقرار الاقتصادي هو الاستقرار السياسي والنقدي الذي عاشه الاتحاد السويسري، إلا أن القطع النقدية المعدنية قد طرأ عليها تغييراً إثر النقص الكبير في السبائك المعدنية التي خلفتها الحربان العالميتان، وبالإضافة إلى ذلك الارتفاع الملحوظ الذي طرأ على أسعار المعادن التي تستخدم في تصنيع القطع النقدية.
تطور القطع النقدية بالاتحاد السويسري
يعتبر الامتداد التاريخي الميزة التي تنفرد بها القطع النقدية السويسرية، إذ تمكنت على مر التاريخ من الحفاظ على قيمتها خلال فترة الأزمات السياسية التي شهدها العالم، ويستثنى من ذلك القطعة النقدية 5 فرنك، إذ تم تعديل الوجهة العلوية منها في الفترة ما بين 1874-1881م، ويشار إلى أنه في السادس والعشرين من شهر سبتمبر عام 1936م عمل الاتحاد على سحب العملات الذهبية، وتم ذلك عندما تراجعت القيمة الفعلية للفرنك السويسري فأصبحت بذلك قيمة المعدن الفعلية أكثر من القيمة الاسمية للفرنك.