إن متلازمة تكيس المبايض من أكثر الأمور التي تؤرق حياة المرأة، فهذه المتلازمة والتي تتكون بوجود أكياس صغيرة الحجم تحت المبيضين أو أحدهما؛ لها من الآثار الكثيرة التي تجعل المرأة تفقد ثِقتها بنفسها وبأنوثتها، فمن عوارض تكيس المبايض ظهور شعر خشن في أماكن غير مرغوب فيها مثل البطن تحت الصرة، وعلى الذقن ومنطقة الشوارب؛ مما يُعطيها مظهراً ذكورياً يُقلل من ثقتها بأنوثتها، ظهور سواد تحت الإبطين مما يُعطي منظراً منفِّراً لدى النظر إليهما؛ الوزن الزائد والذي يكون مُصاحباً لمتلازمة تكيس المبايض. هذا فضلاً عن المشاكل وعيوب التي تحصل في جسد المرأة نتيجة الإضطرابات المُصاحبة لهذه المتلازمة والتي تحصل في هرموناتها، فقد يختلف موعد نزول الدورة الشهرية أو ينقطع تماماً في حال كان التكيس قد عمل حائلاً دون خروج بويضة جديدة؛ البويضات التي يتم إنتاجها غالباً ما تكون صغيرة الحجم ولا تكون قابلة للتخصيب، وحتى وإن تم التخصيب فإن هذا الحمل يكون ضعيفاً ومعرَّضاً للسقوط خلال الشهرين الأولين من الحمل.
الانتهاء والتخلص من متلازمة تكيس المبايض ليس بالأمر المستحيل إذ يمكن التخلص منه عن طريق العلاج، ولكن العلاج و دواء يختلف حسب درجة التكيس لدى المرأة. بداية؛ يجب على المرأة أن تخفض وزنها، فالزيادة في الوزن من شأنها عمل اضطراب في الغدة الدرقية المسؤولة عن إنتاج الهرمونات الذكرية وتكديس الدهون في الجسم، ففي بعض الحالات البسيطة من التكيس؛ يكون إنقاص الوزن هو الحل الصحيح والعلاج و دواء الفعَّال لها. إن إنقاص الوزن مهمٌ جداً من أجل الانتهاء والتخلص من التكيس، فإن لم يكن إنقاص الوزن هو الحل؛ فإنه بداية الطريق نحو العلاج. بعد إنقاص الوزن؛ يجب على المرأة عمل تحليل لمعرفة نسبة الهرمونات في جسمها، من هرمونات ذكورة وأنثوية وعمل الغدة الدرقية، فإن كانت المشكلة بسبب ازدياد نسبة هرمون الذكورة؛ فيمكن للطبيب المُعالج أن يصف أدوية خاصة لتخفيض نسبة هذا الهرمون لدى المرأة، وإن كان السبب في انخفاض نسبة هرمون البروجسترون وهو الهرمون الأنثوي لدى المرأة؛ فيمكن بأخذ أدوية منع الحمل لمدة معينة معالجة هذه المشكلة، حيث أن هذه الدوية ترفع مستوى هرمون البروجسترون في الدم؛ مما يؤدي إلى عِلاج متلازمة تكيس المبايض.
في الحالات الأصعب من التكيس؛ قد يضطر الأمر إلى الخضوع إلى عملية جراحية، حيث يقوم الطبيب الجرَّاح المختص بفتح بطن المريضة وهي تحت تأثير ونتائج مخدِّرٍ عام؛ والقيام باستئصال الأكياس من تحت المبيض وكي المنطقة. ولكن هذه الطريقة لها مُضاعفات كثيرة وخطيرة قد تصل إلى حد العقم في حال تم كوي المبيض بطريقة خاطئة؛ فيمكن أن تنسدَّ القنوات وتمنع وصول الحيوانات المنوية إليها لتخصيب البويضة. ومن مخاطر العملية الجراحية حدوث الإلتهابات في منطقة الجرح أو التهابات داخلية في بعض الأحيان. ومن بعض العلاجات التداوي بالأعشاب ومنها الزنجبيل وعشبة المردقوش والقرفة والميرمية، ولا ننسى العسل وفوائده التي لا تُعدُّ ولا تُحصى، وحبة البركة وحبوب اللقاح. ولكن مشكلة التداوي بالأعشاب أن كل إنسانٍ عنده خلطة خاصة به، فلن يستطيع أحدٌ أن يجزم أيها هو الأفضل، ولكن بشكلٍ عام؛ فإن التداوي بالأعشاب هو الاحسن وأفضل ولكن بحرص، فأي شيءٍ إن زاد حده إنقلب إلى ضده.