آلية تفاعل الجسم مع معدل درجة حرارة الجسم تقوم عملية تنظيم درجة حرارة الجسم بناء على توجيهات منطقة تحت المهاد والمسمّاة بالوطاء من خلالها ارتباطها بمراكز الحس الحراري لقراءة حالة ارتفاع درجة حرارة الجسم وانخفاضها (البرودة)، حيث تعتبر منطقة الوطاء جسر تواصل ما بين الجهاز العصبي والإفرازات الهرمونية المنظمّة للعديد من وظائف الجسم. وتختلف ردّة فعل الوطاء من ناحية ارتفاع درجة حرارة الجسم بناء على العامل المسبب لها، حيث تتّجه إلى خفض درجة الحرارة وذلك من خلال إشارات الدماغ للجسم بضرورة التوجه للمناطق الأقل حرارة وتفضيل البقاء فيها، وذلك عند التعرّض لدرجات الحرارة العالية من البيئة المحيطة، أمّا في حالات ارتفاع درجات الحرارة نتيجة تعرّض الجسم للأمراض، فتغيّر منطقة الوطاء سياساتها الحرارية اتجاهها، فيصبح ارتفاع درجة حرارة الجسم وسيلة دفاعية تسهِّل لجهاز المناعة القيام بواجبه الدفاعي تجاه الأمراض ومسبباتها، وتقوم منطقة المهاد من خلال مراكز الحس الحراري بالجسم والتنسيق مع الغدد الصماء على المحافظة على معدل درجة حرارة للجسم يدور حول سبع وعشرين درجة مئوية في الظروف الطبيعية.
خطورة ارتفاع درجة حرارة الجسم
تكمن خطورة ارتفاع درجة حرارة الجسم عن حدودها الطبيعية في فشل استقبال المواد البروتينية في الدّم من خلال مستقبلاتها البروتينية لها، وذلك عن طريق ما يسمّى بنظرية القفل والمفتاح، حيث يؤدي ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى تغيّر في شكل القفل والمفتاح لدرجة يبطل فيها العمل بآلية القفل والمفتاح، ممّا يؤدي إلى عدم استقبال المواد في الدّم من خلال مستقبلاتها، وبالتالي ينتج عن ذلك أعراضاً خطيرة من أهمِّها: التغيّر في وتيرة عمل الدماغ والذي يدوره قد يؤدي ذلك إلى تلف في خلايا الدماغ في الحالات الشديدة، زيادة سرعة عمليات الأيض في الجسم، تسارع نبضات القلب نتيجة نقص الأكسجين، الفقدان السريع لطاقة الجسم، تعرّض الجسم للجفاف نتيجة فقدان السوائل.
أهم عوامل ارتفاع درجة حرارة الجسم
ترتفع درجة حرارة الجسم عن معدلاتها الطبيعية على الغالب كردة فعل لجهاز مناعة الجسم تجاه مسببات الأمراض، كما تغيب ما هى اسباب ارتفاع درجات الحرارة في عدد من الحالات التي لا يعرف سبب ارتفاع درجات الحرارة فيها، ومن تلك العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم:
- الإصابة بالأمراض الفيروسية والبكتيرية مثل الرشح، الإنفلونزا، إنتانات الجهاز التنفسي العلوي مثل التهبات الجيوب الأنفية، وإنتانات الجهاز التنفسي السفلي مثل التهاب القصبات والإلتهابات الرئوية، التهابات الأذن، التهابات قشرة الدماغ مثل التهابات السحايا.
- أمراض المناعة الذاتية مثل الالتهابات الروماتيزمية والروماتيدية، والتهابات الأوعية الدموية، وغيرها.
- الأورام مثل الأورام الليمفاوية، والسرطانية.
