إن رأس الحكمة هو مخافة الله ، وإلا لكانت تلك الحكمة بدون مخافة الله حكمة زائفة وكالحمار يحمل أسفاراً ، وليس صحيحاً قول الناس من باب المداعبة والفكاهة : " خذوا الحكمة من أفواه المجانين " ، فالحكمة يلزمها وجود عقل سليم تصدر عنه ، والحكمة ليست جيناً وراثياً ينتقل بالوراثة من جيل إلى جيل ، وإنتعرف ما هو إرث ذاتي مكتسب ، يكتسبه المرء إن شاء ، ويضيعه كذلك من بين يديه إن شاء كذلك ، فلكي تكون حكيما اتبع التالي :
- أولاً : إفهم أولاً لم أنت موجود في هذا الوجود ، واعلم وتيقّن أن من وراء هذا غاية عظيمة ، وأنت جزء منها كما أن كل تعرف ما هو كائن في هذه الحياة هو جزء من هذه الغاية أيضا : " ربنا ما خلقت هذا باطلا ، سبحانك ربنا وإليك المصير " .
- ثانيا ً: حدد طريقك وأسلوب حياتك في الحياة ، طريق الخير أم طريق الشر ، طريق الهمجيّة أم طريق الإنسانيّة ، طريق العطاء أم طريق الأنانيّة ، طريق المعرفة أم طريق الجهل ، طريق الإنفتاح أم طريق الإنكفاء والتقوقع على الذات ، طريق النور أم طريق الظلام .
- ثالثاً : تعلّم من أخطاء الآخرين ، بدل تكرير أخطائهم ، وتعلم من أخطائك أيضاً ولا تجعل التّاريخ يعيد ويكرّر نفسه معك ، كن متجدداً ومتطوراً نحو الأمام ولا تكرر نفسك ، واستفد من الحكم الإيجابية واحفظها وطبّقها عن ظهر قلب ، " لا يُلدغ مؤمن من جحر مرتين " ، " ما كل ما يتمنى المرء يدركه ، تجر الرّياح بما لا تشتهي السفن " ، عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة " ، إذا غامرت في شرف مروم ، فلا تقنع بما دون النجوم ، فطعم الموت في أمر عظيم كطعم الموت في أمر حقير " ، واحفظ غيرها وغيرها من الحكم الجاهزة المجربة وطبقها في حياتك العملية .
- رابعاً : هناك معلومة علميّة طبيّة تقول : " العضو الذي لا يستخدم يضمر ويضمحل إلى أن يتلاشى مع الوقت في آخر المطاف " ، فاجعل دماغك يعمل طيلة الوقت واشحنه بالمعارف دوما ً
.