إنّ زبد البحر ، يعدّ من الظواهر الطبيعيّة الكثيرة الموجودة ، حيث إنّه يحدث في جميع بحار العالم ، بدون استثناء ، ويحدث الزبد نتيجة لامتزاج مياه البحر ببعضها البعض بشكل كبير ، بكل ما فيها من شوائب مختلفة من أملاح ، ومواد عضوية ، وأسماك ميتة ومتعفّنة ، وأيضاً النباتات الميّتة ، فتشكّل فيما بينها مزيداً رغوياً ، قد تمتدّ هذه الرغوة لمسافة كبيرة قد تصل إلى خمسين كيلو متراً داخل البحر .
إنّ العلماء قاموا بتشبيه تكوّن عملية الزبد ، حيث شبهوها بوضع الحليب في آلة الخلط ، وتشغيلها بسرعة كبيرة ، فيتشكّل بذلك رغوةً تطفو على سطح الحليب ، وتتبدّد هذه الرغوة لاحقاً أثناء تعرضها للهواء ، وكذلك فإنّ الحركة التي تقوم بها الأمواج العنيفة التي تتشكّل في البحر ونتيجة تلاطمها وهيجانها تؤدّي إلى تشكلّ الزبد بشكل كبير ، وأيضاً الحركة الخفيفة للأمواج تؤدّي إلى انعدام وجود الزبد .
وقد أوضح العلماء بأنّ الزبد لا يتشكّل في حركة بطيئة للأمواج ، وإنّما بحركة سريعة جداً وخاصّة تلك التي قد تحدث من جراء الأعاصير ، أو أحياناً نتيجة السيول العنيفة التي تحصل ، بحيث تتشكّل على سطح الماء بشكل دائم في الأعلى، وقد بيّنوا بأنّ زبد البحر أو الرغوة ، ليس له وزن ثقيل ، إذ يعتبر خفيفاً ، بحيث يمكن له التطاير في الهواء مثله كمثل البخار، وأيضاً أشير إلى أنّ زبد البحر ، لا وزن له ولا قيمة تعتبر ، إذ أنّه يمكن أن يتشكّل وبكميّات كبيرة جداً ، وذلك بكمية قليلة جداً من الماء .
إنّ زبد البحر استعمل في كثير من العلاجات ، حيث عرفه الإنسان قديماً ، ومازال حتّى الآن يستعمل كعلاجٍ لمرض البهاق ، وأيضاً مرض الجرب ، والقوابي ، وأيضاً عرف في معالجته لمرض تقشّر الجلد ، وأيضاً داء الثعلبة ، وقد استعمل في إزالة النمش عن الجلد ، وأيضاً الكلف ، وما إلى هنالك من أمراض جلدية ، والبرص ، والبثور ، وفي جميع الأمراض العارضة التي تظهر في الوجه والبدن ، وأيضاً يعتبر زبد البحر نافعاً لمرض عسر التبوّل ، وأيضاً أمراض المثانة وتشكّل الحصا والرمل في الكلى ، والآلام التي تصيب الطحال ، ويستعمل أيضاً لإنبات الشعر إذا ما خلط مع الملح ، ولكن بنسب علمية مدروسة ، مع إضافة أصناف إضافيّة .