قناة السويس
تعتبر قناة السويس على أنّها عبارة عن ممر اصطناعي يقدّر طولها إلى (193) كيلو متراً وعرض (190) متراً وعلى عمق (58) متراً والتي تصل ما بين البحر الأحمر والبحر الأبيض، استغرق بناء هذه القناة ما يقارب (10) سنوات، حيث تم تأسيسها ما بين عام (1859) وتم الانتهاء منها بعام (1869)، وتقسم قناة السويس إلى قسمين جنوب وشمال البحيرات المرّة، حيث يمر من هذه القناة سفن من أسيا إلى أوروبا والعكس وهي أسرع ممر مائي بين هاتين القارتين حيث توفر ما يقارب أسبوعان من وقت الرحلّة من خلال رأس الرجاء الصالح، حققت هذه القناة إيرادات كبيرة لجمهوريّة مصر حيث بلغت الإيرادات الماليبّة لعامي (2014/2015 ) ما يقارب تسعة وثلاثين مليار جنيه وحجم التجارة العالميّة التي تمر من خلاها تقدر بـ ( 8% - 12%).
حفر قناة السويس
في تاريخ 25/ أبريل/ 1859 تمّ إقامة حفل في منطقة بور سعيد من أجل البدء بحفر القناة حيث قام (مسيو دي لسبس) بضرب أول معول في الأرض حيث كان معه (100) عمل مصري من منطقة دمياط، ولكن لم يتمكّن العمال من إكمال الحفر بسبب المعارضة من إنجلترا والسلطان العثماني "الباب العالي"، وتم استكمال حفر القناة بتاريخ 30/ نوفمبر /1859 بعد تدخل الإمبراطور أوجيني لمواصلّة الحفر، كان عدد العمال الأجانب (80) عامل والعمال المصريين (330) عامل وكان السبب في الاستغناء عن العمالّة الأجنبية هو ارتفاع نسبة أجورهم بالإضافة إلى اختلاف عاداتهم عن المصريين واختلاف المناخ عليهم، وفي بداية عام (1860) وصل عدد العمال إلى (1700) عامل ولكن العدد لم يكفي، ثم قامت الشركة المسؤولة بالقيام بتشكيل لجنّة من أجل جمع أكبر عدد من العمال من البحيرّة بالإضافة إلى مشكلة مياه الشرب حيث قامت بعمل ثلاث مكثفات من أجل تحلية مياه البحر للشرب.
في عام (1861) قامت الشركة بإنشاء ميناء بور سعيد حيث أنها عملة منارّة وكوبري لإرشاد السفن وهذا الكوبري يمتد من البحر للشاطيء وذلك لتفريغ حمولة السفن والآلات اللازمة للحفر بالإضافة إلى إنشاء حوض للميناء والورش الميكانيكيّة مثل الخراطة والحدادة والنجارّة ومصنع للطوب، كان أعداد العمال يزداد سنة تلو الأخرى حتى وصل إلى المليون عامل ولكن بسبب عدم الرعاية الصحية توفي الكثير منهم بسبب تفشي الأمراض مثل الكوليرا والجدري وعند الانتهاء من القناة يقدر الرمل الذي إستخرج منها(74) مليون متر مكعب وكانت تكلفت الحفر (369) فرنك فرنسي وعدد العمال الذين توفوا خلال الحفر يقدر بـ ( 125) ألف عامل.