لكل نبي من أنبياء الله حكاية ، سردها لنا القرآن ، وتحدث عنها النبي صل الله عليه وسلم ، فكانت كل قصة عاشها نبي من أنبياء الله بمثابة حكمة نأخذ منها العبرة ، ونتوارى بها عن الضجر من حكم الله ، فنجد فيها المعاناة التي عاشها هؤلاء الأنبياء في السبيل للدعوة لعبادة الله وترك الأصنام ، وكان من بينهم نبي الله يوسف عليه السلام ، الذي كان من اجمل وافضل مخلوقات الله على الأرض ، فقد طرح الله في جماله بركة واسعاً ، فكان جمال الناس كلهم في كفة ، وجمال يوسف عليه السلام في كفة أخرى ، ومنذ صغره كان والده نبي الله يعقوب يشعر بأن لابنه يوسف عليه السلام شأنا عظيماً من شأنه أن يرفعه مكانة عالياً ، فكان يحبه حباً شديداً دون عن أخوته الذين أصابهم الغل بسبب حب يعقوب ليوسف ، وبقوا كذلك ، حتى جاء ذلك اليوم الذي سولت لإخوته أنفسهم بأن يفرطوا في يوسف ، ويلقوه في الصحراء ليجده أيما شخص ، ويتبناه أو يتخذه خادماً ، ومرت الأيام ، وارتفع شأن النبي يوسف عليه السلام بعد أن وجده العزيز ، وبقي في ملكه خادما ، إلى أن راودته امرأة العزيز عن نفسه ، وبقي هو محافظاً على سيده ، ولم يتبع هواها ، فكان جزاؤه أن عرف سيده بالأمر فألقاه في السجن ، ليخرج بعدها نبياً من أنبياء الله الصالحين ، ووليا مباركا من أولياء الأرض المباركين ، ورغم كل هذه المعاناة ، إلا أنه بقى محافظاً على عقيدته التي اعتز بها ، حتى أصبحت مثالاً لحياة كريمة لم يفرط في اى ركن فيها .
يوسف عليه السلام الذي كان اجمل وافضل مخلوق على الأرض لم يكن يهوى أو يحب ، وكان كل أمله أن يرفعه الله مكانة عالية ، وأن يحفظه من كيد النساء اللواتي أضعنه في صغره ، إلا أنه وبعد فترة من الزمن عثر على إحدى الخادمات اللواتي كن يخدمنه في بيت أبيه ، وكانت طفلة مثله ، فبث الله حب يوسف في قلبها ، وبقي يكبر ويكبر ، حتى جاء الوقت الذي يرتبطا به ، فوجدها مازالت على حبه ، تهواه ولا تتمنى من الله غيره ، فتزوجها يوسف عليه السلام ، وبقيت في بيته أميرة في حياته ، ولم يفرط فيها أبداً .
وختاما فبرغم كل ما قيل عن نبي الله إلا أنه استطاع أن يكون مثالا لكل الرجال المخلصين على الأرض ، فالرجل ليس بجماله بقدر أدبه وحسن أخلاقه ، وهذا ما برهنه يوسف عليه السلام ، ولا بد لكل رجل أن يكون مثله بشكل أو بآخر .