نبي الله سليمان، هو سليمان بن داوود ابن آيشا ابن عويد ابن عابر ابن سلمون بن تخشون بن عمينا اداب بن إرم بن حصرون بن فارس بن يهودا بن يعقوب بن اسحق بن إبرهيم أبي الربيع نبي الله، بن نبي الله .
قال الله تعالى: "وورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس عُلمنا منطق الطير و أوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين"، و المقصود بالآية الكريمة أن الله ورث سيدنا سليمان النبوة والملك، وليس المقصود ورثة المال، لأنه قد كان له بنون غيره، فما كان ليخص بالمال دونهم، إضافة إلى أنه ثبت في الصحاح عن جماعة من الصحابة أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم"قال: "لانورث ما تركنا فهو صدقة" و في لفظ آخر "نحن معاشر الأنبياء لانورث".
سخر الله لسيدنا سليمان "عليه السلام" الجن والريح و جعلهم يأتمران بأمره متى شاء وكيف شاء،حيث أن الريح كانت تحمله بين السماء والأرض، وتسير به، فإذا أراد أن يسرع أمر العاصفة بأن تسرع، فتحمله بأي مكان شاء، حيث أنه كان يرتحل بأول النهار من بيت المقدس، فتغدو به الريح، فتضعه مسيرة شهر ،فيقيم هناك إلى آخر النهار، ثم ترده إلى بيت المقدس .
حيث سخر الله له الجن عمالاً يعملون له ما يشاء، لا يفطرون ولا يخرجون عن طاعته، و من خرج منهم عن الأمر، عذبه ونكل به .
وكان الجن يصنعون له الصور في الجدران، وكان هذا صائغاً في ملتهم وشريعتهم.
كما و ذكر كثير من المفسرين أنه في عهد سليمان قد كتبوا أصنافاً من السحر، ووضعوها تحت الكرسي الذي كان يجلس عليه سليمان، فلما مات سليمان، أخرج الشياطين هذه الكتب التي دونوا فيها السحر، و أظهروها للناس، وزعموا أن سليمان كان يحكم الناس بهذا السحر، فرماه اليهود بالكفر و سبوه، لزعمهم أنه كان يعمل بالسحر، فأنزل الله الآية 102 من سورة البقرة ،يبرأ بها سيدنا سليمان من السحر و الكفر، ويبين أن هذا السحر إنتعرف ما هو من عمل الشياطين، وأن الشياطين قد كفروا بسبب تعليمهم السحر للناس .
و قد وهب الله سليمان قدرات بفهم لغة الطير والنمل، حيث أن الطيور كانت على كل صنف منها يقدمون بما طلب منهم ويحضرون عنده بالنوبة، كتعرف على ما هى عادة الجنود مع الملوك، وكانت وظيفة الهدهد أن يأتي بأخبار أماكن وجود الماء في القفار، حيث فيه من القوة التي أوضعها الله فيه أن ينظر إلى الماء تحت تخوم الأرض، فإذا دلهم عليه، حفروا عنه واستنبطوه، وأخرجوه لحاجتهم.
من حكمة الله -عز وجل- أن سيدنا سليمان كان يفهم لغة النمل، حيث سمع نملة تخاطب أمتها، فتبسم من ذلك على وجه الاستبشار والفرح والسرور بما أطلعه الله عليه دون غيره .