إنَّ إرسال الرّسل ضرورة لتبليغ أمر الله لنا، ويصطفي الله من رسله من يشاء وهو العليم الخبير، فلا تختصّ الرسالة إلّا بمن طهّر الله قلبه وأنار بصيرته وكانَ أهلاً لتحمّل أعباء الوحي والرسالة، وأنبياء الله ورسله هُم من خير الخلق وأحبّهم إليه، هُم الذين هدانا الله بهِم إلى دينه ودين الله هوَ الإسلام، فقد جاء آدم وإدريس ونوح الى نبيّ الله محمّد عليه الصلاة والسلام بنفس الدين، وهوَ دين الإسلام الذي ارتضاه الله لخلقه، وكانَ حقّاً علينا اتبّاعه؛ لأنّ فيهِ الدعوة إلى التوحيد، وفيه العودة إلى الفطرة، وفيه ما يتواءم معنا ومع حياتنا.
ومن أنبياء الله ورسله الّذينَ لهُم الفضل والإتباع هو نبيّ الله ابراهيم الخليل عليه السلام، وهوَ الّذي يُدعى بأبي الأنبياء، وهوَ الذي عبَدَ الله وهجَر عبادة غيره منذ فتوّته، وهوَ الذي حطّمَ أصنامَ قومه، وهوَ الذي أرادوا حرقهُ بالنّار فجعلَ الله النارَ برداً وسلاماً عليه، وهوَ الّذي من نسلهِ سيّدنا محمّد عليه الصلاة والسلام الذي ختَمَ الله بهِ الرسالات وجعلهُ خاتم الأنبياء والمُرسلين، ولأنَّ نبيَّ الله إبراهيم عليه السلام هوَ أبو الأنبياء فسنُلقي الضوء على أبناء إبراهيم عليه السلام الّذين جعَل الله في ذريّتهم النبوّة والرسالة وكانوا أحقَّ بها وأهلَها.
أبناء إبراهيم عليه السلام
رزَقَ الله سيّدنا إبراهيم أوّل مولود ذكرٍ لهُ من جارية زوجتهِ سارة الّتي لم تنجب له، فوهبتهُ الجارية هاجر التي تزوجها نبيّ الله إبراهيم عليه السلام ليُنجب منها إسماعيل عليه السلام، وقد عمّر ابراهيم عليه السلام حينها ستّاً وثمانين سنةً. ومع إسماعيل عليه السلام الرضيع قصّة وحكاية لا تناسها الأجيال؛ حيث ترك سيّدنا إبراهيم زوجته وابنه الرضيع ببطن مكّة، فكانَ أن رزقهُم الله في ظلّ جدب الأرض والسماء بمياه زمزم الّتي خرجت من حيث الكعبة المشرّفة، وقد بنى إسماعيل عليه السلام مع أبيه إبراهيم عليه السلام الكعبة على قواعدها بعد أن أزالها الطوفان، وكان هذا البيت الّذي أراده الله بيتاً حراماً آمناً، ومن ذريّة إسماعيل عليه السلام جاءَ نبيّ الله محمّد عليه الصلاة والسلام.
والابن الآخر لسيّدنا إبراهيم عليه السلام هو إسحاق عليه السلام، الّذي رزقهُ الله لسيّدنا ابراهيم عليه السلام ن زوجته سارة، ومن ذريّة إسحق عليه السلام كان أنبياء بنو إسرائيل، ومن أبناء إسحاق كانَ يعقوب عليه السلام الّذي أنجب الأسباط الاثني عشر، ومنهم نبيّ الله يوسف عليه السلام الّذي هوَ حفيد إسحاق بن إبراهيم عليه السلام.