موسى عليه السلام وبني إسرائيل
ذكر الله سبحانه وتعالى في آياتٍ كثيرة قصّة سيّدنا موسى عليه السّلام وما لاقاه من قومه بني إسرائيل، ولقد كانت قصّته عليه السّلام من أكثر القصص التي ذكرت تفاصيلها في القرآن الكريم، فالآيات الكريمة حدّثت عن مولد بني إسرائيل في فترةٍ كانت من أشدّ الفترات وأصعبها على بني إسرائيل حيث كان الفرعون ظالمًا شديدًا لا يرحم قد وصلته الأخبار من المنجّمين عن قرب ظهور نبيّ يبعث يكون هلاكه ونهاية حكمه على يديه فسنّ الفرعون سنّة خبيثة في بني إسرائيل حيث أمر بقتل أطفالهم واستحياء نسائهم، ثمّ أمر بقتل الأولاد يومًا بعد يوم، وقد حدث أنّ أمّ سيّدنا موسى عليه السّلام ولدته في اليوم الذي يقتل فيه الأولاد فخافت عليه من القتل حتّى أوحى الله تعالى إليها أن تقذفه في اليمّ وأن تضعه في تابوت، وقد ربط الله تعالى على قلبها ووعدها سبحانه بردّه إليها، ثمّ وفي أثناء وجود الوليد موسى عليه السّلام في التّابوت الذي يجري في اليمّ شاهد الفرعون وامرأته هذا التابوت ففتحوه فإذا فيه مولود لا يراه احدٌ إلا أحبّه، فتعلّق قلب آسيا امرأة فرعون به وسمح لها الفرعون بتربيته فكان في قصر الفرعون فترةً من الزّمان حتّى شاء الله تعالى له أن يخرج منه فيصطفيه الله بالرّسالة والتّبليغ .
صفات سيدنا موسى
قد كان سيّدنا موسى عليه السّلام قويًّا ذو هيبة في النّفوس، وهو من أولي العزم من الرّسل الذي اختصّه الله تعالى بالتّكليم فيلقّب بأنّه كليم الله، وقد أوذي موسى عليه السلام كثيرًا من قومه بني إسرائيل وقد صبر على كلّ ذلك وتحمّل بعزيمة صلبة وإرادة قويّة وإيمانٍ كبير بالله تعالى وتصديقًا بوعده، وقد أمر الله سبحانه وتعالى موسى عليه السّلام أن يدخل الأرض المقدّسة وهي أرض فلسطين حينما خرجوا من مصر ونجاهم الله تعالى من بطش الفرعون، وقد كانت فلسطين في هذه الفترة يحكمها قومٌ أشدّاء أقوياء فكانت حجّة بني إسرائيل في النكوص عن أمر الله تعالى هي وجود قوم جبّارين في فلسطين فكان ردّهم لنبّيهم اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا ها هنا قاعدون، فكتب الله تعالى عليه التيه وحرّم عليه دخول الأرض المقدّسة أربعين سنة.
مكان ولادة سيدنا موسى
عندما حان أجل موسى عليه السّلام طلب من ربّه سبحانه أن يدنيه من الأرض المقدّسة رمية حجر، فكانت وفاته عند الكثيب الأحمر بقرب فلسطين، وأمّا عن المكان الذي ولد فيه سيّدنا موسى عليه السّلام فهو مصر، أمّا الرّوايات التي تتحدّث عن مدينة أو قرية بعينها فكلّها روايات لا تصحّ، والله تعالى أعلم.