الرعشة
إنّ ذلك الإحساس أو الشعور الّذي يشبه لسعة الكهرباء أو الارتعاش عند الدّخول في مرحلة النوم يجعلنا نؤمن بأنّ الجسم يحتوي على كميّة من الشحنات الكهربائيّة تقوم بعمليّة تفريغ لنفسها، ويعدّ هذا الاعتقاد إلى حدٍّ ما صحيحاً من الناحية العلميّة، وهذه الرعشة تتّخذ شكلين أو مظهرين: فإمّا أن تكون هذه الرعشة وهذا التفريغ عبارة عن انقباضات وتوتّرات عضليّة تظهر بشكل واضح للعيان بالنسبة للآخرين على الجسم، ولكن لا يشعر بها النائم نفسه، وإمّا أن تعمل هذه الرّعشة وهذا التفريغ على إيقاظه من نومه.
وهذه الرعشة وذلك التفريغ مهما كان نوعهما أو شكلهما فإنّهما يعتبران كمؤشّرين واضحين، وكدليل لا يقبل الشبهة أو الشك عن تواجد اضطراب ما مهما كان حجمه في الجهاز العصبي لدى هذا الإنسان، وتجب ضرورة التفريق هنا بين الجهاز العصبي والجهاز النفسي، فكتعرف ما هو معلوم بأنّ الجهاز النفسي هو ذلك الجهاز المسؤول عن التحكّم في العواطف والوجدان والمشاعر لدى الإنسان، أمّا الجهاز العصبي فهو المسؤول الوحيد عن هذه الحركات الآنفة الذكر، ولكي نحدّد هل هذه الحركات طبيعيّة أم مرضيّة يجب القيام ببعض الفحوصات السريريّة للتأكّد من هذا الأمر، ويعتبر فحص التخطيط الدماغي أو تخطيط المخ هو أهمّ هذه الفحوصات.
ما هى اسباب الرعشة
هناك ما هى اسباب كثيرة ومتنوّعة قد تؤدّي إلى الإصابة بالرّعشة أثناء النوم، ومن هذه الأسباب:
- قد يكون سبب هذه الرعشة ناتج عن زيادة في كميّة إفراز الكهرباء الموجودة في مناطق معيّنة ومحدّدة من الدماغ، وقد تمّ تأكيد وجود هذه الزيادة من خلال الفحص الطبيّ، ولذلك فإنّ العلاج و دواء متوافر وناجح وفعّال في هذه الحالة.
- ربّما تكون ما هى اسباب هذه الرعشة وراثيّة وجينيّة؛ حيث تكون انتقالية من الآباء إلى الأبناء.
- إذا كانت هذه الرعشة لها علاقة بالجهاز العصبي ونتيجة لتواجد شحنات كهربائية غير طبيعية في الدماغ، فهذا الأمر يعتبر مؤشّراً على وجود حالة ممّا يسمّى بالصرع الليلي، وهذه الحالة علاجها ناجح ومتوفّر من خلال أدوية وعقاقير خاصة .
- إذا كانت هذه الرعشة مؤقّتة وبسبب الأحلام المزعجة أو الكوابيس المؤقّتة التي تلم بالإنسان بين فترة وأخرى، فيمكن التجاوز عنها وعلاجها بالاسترخاء والابتعاد عن موجبات الحزن والقلق والتّفكير الزائد، أمّا إذا ما استمرّت هذه الكوابيس والأحلام المزعجة بشكلٍ دوريّ ويوميّ فإنّ الأمر يعتبر كناقوس خطر يلزم معه ضرورة إجراء فحوصات مكثّفة لدى طبيب نفسي وطبيب أعصاب للتوصّل لفحص وتشخيص الحالة، واتّخاذ العلاج و دواء الملائم والمناسب لتلك الحالة.