حياتنا تبدأ فعلياً منذ اللحظة الأولى لولادتنا ، منذُ خروجنا لهذهِ الحياه ، فاتحين عقولنا وقلوبنا لنتعلم ، ونفهم ، وننمو ، ونكبر ، ونصبح أفراداُ فاعلين في المجتمع ، ونحمل على عاتقنا هموم أمتنا ، وومشاكل وعيوب عالمنا ، لندرس الماضي ، ونبني الحاضر ، ونصنع المستقبل ، وكي ننجح في ذلك علينا البدء من الصفر ، من ذلك الجيل الصغير الذي سيرثُ أحلامنا ، وتاريخنا ، ولأنَّ الأطفال هم المفتاح الرئيس لعمل هذهِ الثورة الحضارية ، وصناعة النهضة التي ربما عجز عن صناعتها الجيل الحالي ، علينا ان نعمل بكل جهد لنفهم أطفالنا ، وندرس عالمهم ، واحلامهم ، ونستخرجَ الكنوز والمواهب التي ستبني أوطاننا ، وتبدأ عملية الفهم من التربة الأولى التي ينمو بها الطفل ، وهي الأسرة ، ونحن في سياق الحديث عن الطفل نعلم كم المشكلات تواجه الأمهات كل يوم ، وكل ساعة لتعلم طفلها مهارة جديدة في الحياه ، أو لتغير فيهِ سلوكاً خاطئاً ، لذلك علينا ان نتعلم الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأطفال وللتواصل معهم والتي تتمثل في قوانين عامة تنطبق على أغلب الأطفال وهي كالتالي :_
أولا / الطفل كيان إنساني :_ صحيح أنَّ الطفل لازال يتعلم عن الحياه خطوةً خطوة ، ولكنْ هذا لا يعني أنه إنسان ناقص ، بل هو انسان ذكي جداً ، ومؤهل للتصرف في كثير من المواقف تبعاً للقدرات المحدودة التي يمتلكها ، والتي يحتاج لتنميتها ، لذلك يجب أن لا ننظر إلى الطفل أنه يتعلم بالتجربة والخطأ ، فهو يتصرف التصرف الخاطئ ، ونحنُ نصوبه له وبذلك هو يتعلم ، هذا غير صحيح ، الطفل يتعلم حسبما يوجهه أهله ، وذلكَ لانَّ خبرته في الحياة لا زالت في مستوياتها الدنيا ، لذلك عندما يخطئ الطفل ، علينا أن نضع اللوم على أنفسنا أنه أخطأ لأننا من الاساس لم نوجهه للصواب ، ولاننا لم نجب على تساؤله بصورة صحيحة ، ومما يندرج تحت عنوان كون الطفل كيان أنساني أن لكل طفل ميول واهتمامات خاصة ، وقدرات مختلفة حتى عن اخوته ، فليسَ بشرط أن أخاه الأكبر عبقري في مادة كذا إذن يجب على الأصغر أن يكون كذلك ، بل علينا أنْ نالبحث عن ميوله ومهاراته الحقيقة ، ونفهما في ضوء كيانه الإنساني المستقل كي ننميها له ، ونعمل عليها .
ثانياً/ الطفل يفهم :_ لا تحاولي أن تهزأي بطفلك أو تكذبي عليه ، لأنه يفهم ما يدور حوله ، فعندما يأتي ضيوف عليكِ لا تقومي بحبسه ، وتقولي له اجلس على التلفاز وسأعطيكَ شيئاً لذيذاَ ولكن لا تأتي وتزعج الضيوف ، بل قومي باشراكه معك في تحضير الطعام حسب قدراته ، واجعليه يرحب بالضيوف ويسلم عليهم ، وسيفهم الطفل أنه شخص فعال وأنك تحبينه .
ثالثاً/ لاتهدديه بأنك لن تحبيه ثانية :- مثلاً أن تقولي له عندما يقوم بتصرف سيء ، أنا لم أعد أحبك ، هذا تصرف خاطئ لأنَّ الحب ، والأمومة مشاعر غير قابلة للمساومة ، بل قولي له أنا لا اريد أن اتحدث معك ، أنا غضبانة منك ، وإن قال لك "أنتِ لا تحبينني اليوم " بذات في وقت قمتِ بعقابه ، قولي له "أنا أحبك كل يوم ولأنني أحبك، أريدكَ أن تتعلم الصح ، وتسمع الكلام ، ولا تكرر هذا الخطأ " هذا سيجعل نفسية الطفل أكثر استقراراً ، وهدوئاً حتى في ظل المشاكل وعيوب اليومية ، والمشاكسات الدائمة .
أطفالناهم شمعة المستقبل ونحنُ وحدنا من نستطيع اشعالها أو اطفائها .