قبل أن نوضح طبيعة المشكلات التي يعاني منها المراهق، علينا أولاً أن نعرف مصطلح المراهقة، إن أصل كلمة "المراهقة" مشتق من الفعل "راهق" الذي يعني بلوغ الشيء والاقتراب من ذروته، فراهق الغلام فهو مراهق،أي اقترب من الإحتلام، ورهقت الشيء رهقاً، بمعنى قربت منه. والمعنى هنا يرمز إلى الاقتراب من مرحلة النضج والرشد.
ويختلف مسمى المراهقة في معناه عن علم النفس فهو يشمل بلوغ النضج في كافة الجوانب النفسية والجسمية والعقلية ناهيك عن اندراج الجوانب الاجتماعية والسلوكية على حدا، ولا يمكن تعميم هذه الجوانب على كافة الأشخاص، فهي ولرما تختلف من شخص إلى أخر، ويشير العديد من الباحثون إلى أن المراهقون في هذه المرحلة قد يحققون شيء من النضوج في كافة الجوانب العقلية والنفسية والجسمية، ولكنهم لا يحققونها في آن واحد، بل ربما يحتاجون إلى فترة وجيزة.
والباحث في هذا المطاف عن مصطلح المراهقة، يجد أن هنالك اختلافاً كبيرة بينها وبين البلوغ، فمرحلة البلوغ هي ليست سوا مرحلة عابرة من المراهقة، وتضح في هذه المرحلة المعالم الجنسية، وتصبح قادرة على أداء وظائفها بصورة أكثر نضجاً، وتتحقق في مرحلة البلوغ الرغبة الجنسية جموحاً كبيراً، إلا في بعض الحالات التي يكون فيها نمو الغدد الجنسية بطيء جداً، وعلى العكس فالمراهقة لا تقتصر على الجانب الجنسي فحسب، بل تشمل الجوانب الاجتماعية والعاطفية والأنماط السلوكية لليافع، كما إن مرحلة البلوغ تسبق مرحلة المراهقة بضعً من الوقت.
وتتحكم في مرحلة المراهقة عوامل خارجية، كالأنماط المعيشية، او البيئة الجغرافية، او ربما سيكولوجية الشخص نفسه، كما ربما تختلف بسبب تباين الأنماط الحضارية التي ينشأ المراهق في ظلالها، فالمراهق الذي ينشأ في بيئة تتسم بالتشدد تختلف البتة عن المراهق الذي ينشأ في مجتمع منفتح، كما أن المراهق الذي ينشأ في مجتمعات مدنية لها قيم تختلف عن تلك الذي عليه المجتمعات البدوية، كما أن المراهق الذي يتربى في بيت فيه أهل متحررون لا يفرضون قيود معينة يختلف في طبيعته عن ذلك الشخص الذي يتربى في أهل متزمتون وحازمون يضعون عليه قيود معينة.
كما أنّ مرحلة المراهقة لا تُعتبر مستقلة بحد ذاتها استقلالاً تاماً، ولكنها تتأثر بما خاضه الطفل من خبرات وتجارب في المرحلة السابقة، فالنمو عملية مستمرة ومتصلة ذات تنوع تنبثق من جذورها.
ونتيجة لأن النمو الجنسي الذي يحدث في المراهقة ليس من شأنه أن يتسبب بشكل كبير في حدوث مشكلات للمراهقين، فقد استدل العلماء من التجارب على أن النظم الاجتماعية المعاصرة التي يمر فيها المراهق هي المسئولة عن حدوث مثل هذه أزمة ، فمشكلات المراهقة في المجتمعات الغربية اكبر بكثير من مثيلتها في المجتمعات العربية والإسلامية، ويوجد العديد من أشكال للمراهقة ومنها:
1.مراهقة ليس فيها أي نوع من المشكلات.
2. مراهقة ذات طابع انسحابي، حيث ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة، وكذلك مجتمع الأصدقاء، ويفضل العزلة والانفراد بمفرده، حيث ينشغل متأملاً ذاته ومشكلاته.
3.مراهقة ذات طابع عدائي، حيث يبدو سلوك المراهق فيها بالعداء، إما على نفسه أو على غيره من الناس أو ربما الأشياء من المستحسات.