شهر رمضان
قال تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى? والفرقان"، شهر رمضان هو شهر القرآن الذي فيه أنزل وبه ختم، لذلك سمي بشهر القرآن، شهر الحسنة فيه بعشر أمثالها دقائقه غالية وبعد حين ستصبح حسرة على من فرط فيها دون عمل، ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن رمضان قال: "رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه، قيل من يا رسول الله ؟ قال: من أدرك رمضان ولم يغفر له".
فضل القرآن في رمضان
قراءة القرآن لها أثر عظيم وكبير في النفوس وخاصة في رمضان، ومما عهد عن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالحين بعده أنهم كانوا إذا جاء رمضان تفرغوا لقراءة القرآن دون سواه، فالصيام تهذيب للنفس وتعويدها على كل خير، والقرآن هو من يرسخ ذلك الشيء عملا، فهو من يدلنا على سبل السعادة الدنيوية والأخروية، ويفتح لنا أبوابا من الخيرات ما الله به عليم، قراءته ليست واجبة، ولا يعاقب من تركها بل إنما مستحبة فاعلها ينال الأجر العظيم، فمما روي أن الأموات في قبورهم يتمنون أن يعودوا إلى الدنيا لإحياء يوم واحد في رمضان، ففيه تفتح أبواب الجنة، ولأجل ذلك كله فاحسن وأفضل الأعمال به الصلاة والصيام وقراءة القرآن، فلزوم القرآن هو دأب النبي والصحابة والتابعين من بعده، كانوا يحرصون على تلاوته وتدبره حرصا شديدا، فبعضهم يختمه في رمضان سبعا وآخر ثلاثا وقد أثرعن الشافعي أنه كان يختمه في رمضان ستين مرة.
القرآن هو كتاب الله العزيز من أخذه بحقه أدى الله له حقه، هو كتاب هدى ونور، فيه خبر من قبلنا سنن وآيات، وهو شفاء من أدران النفس وأسقامها وأوجاعها، وإن كان الصيام جنة، فما أرحبها إن استظلت بريحان القرآن فأغصانه وارفة ممتدة إلى وسط الجنة، فصاحب القرآن له نور في وجهه وعمله وبشره وحياته وقبره ويوم حشره، به الشفاعة واحسن وأفضل العلم والعمل العلم والعمل به كما قال النبي: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، ومن أهميته أن جبريل كان يدارسه للنبي ويعرضه عليه في كل رمضان مرة سوى السنة التي قبض بها فقد دارسه مرتين، ومن فضائل القرآن أنه أول من يستقبل الإنسان يوم القيامة حيث ينشق عنه القبر، وفي رمضان تزدحم هذه الأجور وتتتضاعف فالملائكة شاهدة حاضرة والقلوب واجفة خائفة حاضرة، فالصيام تزكية والقرآن خير من يزكيه ويمنعه عن كل ذنب، ويحفظه عن عيوب الناس، ويذكره بالله ويجمع عليه أمره، ويبعده عن النميمة والأخلاق الذميمة والنظر للحرام، فالقرآن هو السلطان الذي نحتاجه في صيامنا ليثبتنا فلا تزل أقدامنا ونعود فارغين الأجر والثواب.
طريقة لختم القرآن في رمضان
هناك طرق ووسائل كثيرة جدا لختم القرآن في رمضان، أهمها: أن تختم كل يوم جزءا بمعدل قراءة أربع صفحات من القرآن بعد كل صلاة، لينتهي اليوم وأنت قد ختمت جزءا كاملا بدون أن تشعر، ومنها أيضا: أن تختم القرآن مرتين في رمضان أي بمعدل جزئين كل يوم، فلو أردت قراءة جزء في الصباح وآخر في المساء بعد التروايح تنجزهما، أو تقسمهما تبعا لظروف عملك، فإن كنت من أصحاب الأعمال الصباحية تتلوهما في المساء وإن كنت من أصحاب الأعمال المسائية تنهيهما في الصباح، وإن كنت أختي من ربات البيوت، قسمي وقتك فبعد الفراغ من أعمال المنزل جزء، وبعد صلاة المغرب جزء آخر ليكون لك متسع من الوقت للخروج لصلاة التراويح كتعرف ما هو العرف، وإن كان فاتك شيء من وردك خلال اليوم تتمه قبل النوم.
أخطاء شائعة في تعامل الناس مع القرآن في رمضان
كثيرة هي الأخطاء التي يقع بها الناس في قراءة القرآن في رمضان، منها أنهم يظنون أن قراءة القرآن يعني أن يقلب الصفحات تباعا وينتهي، ليصل للختمة ثم بعدها ختمة جديدة، وهذا فهم قاصر للقرآن فالاحسن وأفضل أن تتلوه بتدبر ولو لم تختمه سوى مرة واحدة، وهي حقيقة القراءة والتدبر: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" لفتة تقرع القلوب تنبهنا وتحذرنا من قراءته قراءة جريدة ناسين أن الأجر كله في التدبر والتأني حتى نتعلم ونخشع وتسمو به أرواحنا، ليس هذا فحسب بل بعضهم يظن أن القراءة أن تبدأ من وسطه وأوله وآخره وحكمه على الاختلاف عند العلماء، لكن الأفضلية للقراءة كما ترتيب القرآن، لذلك إقرؤوا القرآن بقلوبكم ولا تقرؤوه بأفواهكم فإنه من يقرؤه بفمه دون قلبه فإن قراءته لا تتجاوز حلقه ، لهذا فإن طلبت الأجر فاحرص على تلاوة تليق بالقرآن وصاحبه.