تبدأُ المعاناةُ من الشّعرِ القصير أو المتآكلِ من النساءِ والفتياتِ، لا سيّما العربيّات منهن والتي يعتبرُ الشّعرُ الطّويل سمةً من سمات الجمالِ والجاذبيّة عندهن، حتى تفَشَت لتتسربَ إلى قلقِ الشبابِ والرّجال والأطفال أيضاً، فمن دواعي القلقِ والتّوتر العصبيّ، وضعفِ التّغذية الخاصّة بتطويلِ وتنمية شعرِ الرأس، إلى استخدامِ الوسائلِ المدمّرة التي تضع الشَّعر في حالةِ تهتّك مستمر كاستخدامِ الأصباغِ والمجفّفاتِ الكهربائيّة، مروراً بغسل الشعر بالموادِ الكيمياوية والشامبوهاتِ المغشوشة في الأسواقِ وغسلها بالماء ذي نسبةِ ملوحةٍ مرتفعة، وغيرِها من الإجراءات غيرِ المنصوح بها.
تعدُّ بذرةُ جنين القمحِ من البذورِ الهامّة على أكثرِ من صعيد للاهتمام بالشّعر، منها منحه مزيداً من الطّول بعد عمليات القصّ والتآكلاتِ والتقصّفات، وهيَ تؤخذ استخداماً خارجياً عن طريق تدليك فروة الرّأسِ بالزّيتِ الخاصّ عن هذه البذرة، لتمنحه نموّاً سريعاً وصحيّاً وتضفي عليه لمعاناً وكثافة، ذلكَ أنه غنيٌ جداً بالأحماضِ الدهنيّة والفيتامينات.
كثرُت في السنواتِ الأخيرةِ الأحاديث عن طرقِ تطويلِ وتكثيف الشعر، بالموازاة مع تفاقمِ معاناةِ النساء من التقصفِ وتآكلِ الأطرافِ المستمرّ، كان أهمّها وأكثرها تداولاً وإثباتاً للنجاح، هي الزيوت النباتيّة لأكثر من صنف، كاستخدام زيت بذرة الخروع، بالإضافةِ إلى زيتِ الزّيتون، ثم إضافةِ زيتِ جوزِ الهند، وزيتِ الجرجير، وزيت الخس، وخلطهما معاً حد التجانس، ثم تدليك فروة الرأس والمسح على كافةِ خصلِ الشَعر، كحمامٍ زيتيّّ يتم غسل الشعر منه بالماءِ الدّافيء.
ويقال أنه مما يفيدُ الشّعر فائدةً لا تضاهى هو عسلُ النّحل الموصى به في القرآنِ الكريم، والذي لا شكّ في فعاليتِه لكافّة الإشكالياتِ الصّحية، ولكن ما يُبعدُ النّاس عن استخدامِه بالشّكل الذي يتلاءَم مع فائدتِه هو سعرُه المرتفعِ في الكثيرِ من البلدان، وفقد الثقةِ في جودةِ انتاجهِ.
أمّا تنشيطُ بروزِ الشعر في المناطقِ ضعيفةِ النّمو، فكثيراً ما ينصحُ متخصّصو الأعشاب والطّبّ البديل ، باستخدام زيت بذرةِ السّمسُم، مضافاً له زيت الثّوم، وتدلّك به هذه المناطق تدليكاً جيّداً، ثم يغطّى بغطاءٍ ساخنٍ قليلاً ليغسَل بعد ثلاثِ ساعاتٍ تقريباً.
إن الحديث عن الأعشاب التي تزيد من نموّ الشعر، لا يقتصَر على شعرِ فروةِ الرّأس، بل يجري الأمرُ ذاته على شعرِ الحاجبين وتطويل شعرِ الرّموش، واستنبات الشعرِ أيضاً في منطقةِ اللحيةِ والشارب عند الرّجال، بالرّعايةِ ذاتها التي تستخدمُ مع شعرِ الرّأس، سيما زيتُ بذرةِ الخروع وزيتِ الزيتون، وزيتِ اللّوز، أما شعر الحاجبين فينصح فركهما بماءِ ناتجِ عن غلي نباتِ الخبيزة، الوفيرةِ بالمعادنِ والأملاح الهامّة، كما أن بياضِ البيض مما تحدثَّ عن أهميتِه كافة المتخصصين بالجمالِ الطّبيعي، وهو البروتين الأسهل استخداماً للشّعر إضافة إلى الأعشاب، حيث يتم خلطه جيداً بالحمامات الزّيتية إلى أن يتجانسا تماماً، ثمّ غسلُه بإحدى الشامبوهاتِ التي تتركّب أيضاً من أعشابٍ مشابِهة للأعشاب المذكورة، والابتعاد عن المنتجات السوقية الحارقة.