عثمان بن عفان الأموي القرشي ، يلتقي نسبه بنسب الرسول "صلى الله عليه وسلم" ، أمه بنت عم الرسول ، حيث ان جده عبد المطلب ، وأمه هي البيضاء بنت عبد المطلب .
ولد عثمان بن عفان في مكة ، في بني أمية ، و كان بنو أمية من سادة قريش ، وكان رجلا ما بين القصير والطويل ، رقيق البشرة ، كثيف اللحية ، حسن الوجه ، وحسن الشعر ، طويل الانف طويل الذراعين ، وأسمر اللون .
أسلم عثمان بن عفان وهو في عمر الثلاثين ، وتزوج رقية بنت الرسول "صلى الله عليه وسلم" ، وهاجر معها إلى الحبشة والمدينة المنورة ، ولقب بذي النورين لأنه تزوج بنت الرسول "أم كلثوم" بعد وفاة زوجته الأولى رقية ، وقد حزن عليها حزنا شديدا ، حيث مرضت في غزوة بدر ولم يذهب الى الغزوة من اجل تمريضها ، فبشره الرسول إن له أجر شهيد .
استخلف الرسول "صلى الله عليه وسلم" في الكثير من الغزوات ، ولقد كان محبوبا جدا من الصحابة والخطباء ، لأنه حسن الخلق ، لبق الحديث .
كان له الفضل في اختيار أبو بكر خليفة بعد الرسول ، كما ايضا كان له دور في اختيار عمر بن الخطاب للخلافة بعد أبو بكر الصديق .
بعد وفاة عمر بن الخطاب طعنا ، تم تعيين عثمان بن عفان خليفة للمسلمين ، عن عمر 68 عاما ، وتم تعيينه على مبدأ الشورى ، حيث تشاور الصحابة بينهم واختارو عثمان ليتولى امر البلاد .
وبدأ الاسلام يتنشر في البلاد في عهده ، ولم يكن هناك سوى مصحف واحد فقط ، فأمر بنسخ المصحف الى عدة نسخ ، وارسل الى كل دولة نسخة ؛ خوفا من ان ينسوه الناس.
مات عثمان بن عفان مقتولا ، لحدوث فتنة بين الناس في الدولة العثمانية ، وكانت هذه الفتنة هي أولى الفتن في العالم الإسلامي ، وسميت ب"الفتنة الاولى".
طلب عمر بن الخطاب أن يبقى الولاة الذين عينهم كل والي في مكانه لبعد وفاته بسنة ، حتى لا يتغير شئ على المسلمين ، وفعل ذلك عثمان بن عفان ، فلم يغير اي والي عينه عمر بن الخطاب .
و بعد انقضاء عام من وفاة عم بن الخطاب ، بدأ عثمان بن عفان التغيير ، و لكن قام بتغيير الولاة على الولايات القريبة من الفتوحات ، والتي تعتبر اشد خطرا من غيرها من الولايات ، بينما ابقى على الولاة الاخرين ، قام بتغييرات بسيطة بينهم .
بدأت المعارضة في الولايات على الولاة الذين يحكمون ، و كان الناس يعتقدون ان المعارضة هي احسن وأفضل طريق للخضوع لمطالبهم ، قام بعض الولاة برد الناس بالطرق ووسائل العنيفة من حبس وضرب وتعذيب ، بينما قام البعض الاخر على سياسة النقاش والتشاور مع الناس ، و لكن كلا الطريقتين لم تجدي نفعا ، وكان مطلب الناس هو أن يتنازل الولاة عن الحكم ، وقاموا بارسال شكواهم الى عثمان بن عفان ، و لكن عثمان لم يغير الولاة ، الامر الذي أدى إلى أن هاجر بعض الناس إلى مكة كأنهم ذاعبون للعمرة ، وطلبوا من عثمان ان يتنازل عن الحكم ، وهناك اشتد الصراع بينهم وبين انصار عثمان بن عفان ، وقتل عثمان وهو في داره على أثر هذا الصراع .
توفي في سنة 35 للهجرة ، ودفن في البقيع ، عن عمر 82 عاما .