العسل غذاء حلو له قيمته الغذائية العالية، عرفه الإنسان منذ آلاف السنين والأعوام. ينتجه النحل من رحيق الأزهار والورود. يكتسب حلاوته من السكر الطبيعي الموجود فيه (الفركتوز والجلوكوز). لا تقتصر أهميته على الغذاء فقط، وإنما له فوائد طبية وصحية وجمالية عديدة لنتعرف عليها.
من أهم الفوائد الطبية للعسل أنه يستخدم في معالجة إلتهابات المفاصل، وخفض نسبة الكوليسترول في الدم، إضافة لقدرته على تعزيز وتقوية وتنمية جهاز الأعصاب في الجسم، كما أنه يمنع الاكتئاب ويزيد الشهية.
إضافة إلى ذلك فإن العسل يحتوي على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن، كالحديد وفيتامين سي والكالسيوم. وكما أنه يمتلك خصائص مطهرة ومضادة للميكروبات فيساعد في شفاء الجروح والحروق بشكل فعال. وما يدلنا على ذلك أن "نابليون بونابرت" كان يستخدمه في حروبه لمعالجة جرحى الجنود بخلطه مع زيت كبد سمك "القد". وكما أنه يستخدم في الطب الهندي القديم كعلاج و دواء لفقدان الوزن وعلاج و دواء العجز الجنسي والإمساك والإسهال وغيرها من الاستخدامات.
وقد استخدم العسل في الطب البديل كمستحضر أساسي، فمزج العسل مع الزنجبيل يعتبر علاجا قويا لطرد البلغم، ويساعد في التخفيف وانقاص من نزلات البرد والسعال والحلق المحتقن والزكام. كما أنه يساعد في شفاء القرح كقرحة الفم وقرحة المهبل. وبمزج العسل مع عصير الجزر فإن له نتائج رائعة في تقوية وتنمية النظر. أما بخلط العسل مع الماء الدافئ والقليل من عصير الليمون فإنه يعمل على تنقية الدم وغسيل الأمعاء وتقليل الدهون. وأما مزج العسل مع حبة البركة فإنهما مفيدان للحامل لتسهيل الولادة. كما أثبتت أبحاث دراسية أن مزج العسل مع القرفة يساعد الجسم في محاربة السرطان، لا سيما سرطان العظام وسرطان المعدة.
أما الاستخدامات الجمالية للعسل فهي كثيرة، وقد استغل الناس العسل للحصول على نتائج رائعة لجمال البشرة والجسم. فهو يعتبر عاملا أساسيا للحفاظ على جمال البشرة، ويستخدم كمكون أساسي في مستحضرات التجميل. يستخدم العسل لترطيب البشرة والتخفيف وانقاص من جفافها مما يزيد نعومتها ونقاءها. كما أنه يحتوي على مضادات أكسدة طبيعية تساعد في التأخير من ظهور علامات و دلائل الشيخوخة وتقليل التجاعيد، إضافة إلى التقليل من ظهور حب الشباب التي تعاني منه الكثير من المراهقات. وكما أن العسل يستخدم لنضارة البشرة فإنه مهم جدا للشعر، حيث يخلط مع مكونات أخرى ليصبح بلسما للشعر فيضفي نعومة ورونقا عليه ويمنع تساقطه.
لا ننسى أبدا أن نذكر أن ديننا الحنيف لم يغفل أن يؤكد على أهميته وفوائده، وقد ربط "الشفاء" بالعسل في أكثر من موقع في القرآن الكريم، يقول تعالى: "(يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69]. أما رسولنا الكريم صلوات الله عليه يقول: "خير الدواء العسل"، ويقول أيضا: "عليكم بالشفاءين العسل والقرآن"، ويكفينا بالقرآن الكريم وسنة رسولنا الحبيب دليلا قويا على فوائد العسل وأهميته لصحتنا.