زادت الحياة المعاصرة بسرعتها و كثرة مسؤوليّاتها من هموم الإنسان ، فالإنسان مركّب من مشاعر ونوازع مختلطة ، فحين يحبّ المرء فإنّ قلبه ينهمّ بذلك فتراه يشعر بالقلق إذا لم ير من يحب ، و كذلك حين يشعر بحاجاته الجسديّة فيجوع و يعطش فتراه ينشد الرّواء و الشّبع ، و حين يتعرّض الإنسان للمشاكل وعيوب المختلفة و يسعى لحلّها و يواجه التّحديات في الحياة و العقبات فيسعى لتجاوزها ، و قد يتخلّل ذلك مشاعر القلق و التّوتر من الفشل أو عدم النّجاح بالصّورة المطلوبة ، و هناك عوامل كثيرةٌ تلعب دوراً في حدوث الهمّ و الحزن لدى الإنسان منها أن يفقد الإنسان عزيزاً له فيحزن لذلك أو أن يصيبه همّ بسبب خشيته من الإقدام على فعل شيءٍ و هناك وسائل سوف نورد عدداً منها تساعد الإنسان على إزالة همومه و التّخلص منها قدر الإمكان .
فمن وسائل إزالة الهمّ و الحزن اليقين بالله تعالى و حسن التّوكل عليه ، فمن فقد عزيزاً له وجب عليه أن يدرك أنّ الموت حقّ على كلّ إنسانٍ فكلّ نفسٍ ذائقة الموت ، و قد أرشد النّبي صلّى الله عليه و سلّم المسلمين إلى حسن التّعامل مع المصيبة فيسترجع المسلم و يقول إنّا لله و إنّا إليه راجعون ، فكلّ شيءٍ راجع إليه سبحانه ، و من أصابه حيرةٌ في أمره و لم يستطع أن يتبيّن كيف يتعامل مع مسألة عليه بأن يستخير ربّه في شأنه ، و هذه سنّة النّبي عليه الصّلاة و السّلام حيث أرشد إلى تلك الصّلاة حين يهمّ المرء بفعل شيءٍ ، و هذا من حسن توكل العبد على ربّه ، و لا ريب أنّ من يتوكّل على الله فهو حسبه و كافيه و هو وحده الذي يزيل همّه .
و من وسائل إزالة الهموم لدى الإنسان ، الذّكر و الصّلاة ، فالذّكر له آثارٌ عجيبةٌ في تهذيب نفس المؤمن و تربيتها و زرع روح الطّمأنينة فيها و كذلك الصّلاة فقد خاطب النّبي الكريم بلالاً ليقيم الصّلاة قائلاً ، أرحنا بها يا بلال ، ففي الصّلاة راحة الجسد و النّفس معاً .
و لا ريب بأنّ المسلم يدرك أنّ ما أصابه من همّ و لا حزن حتى الشّوكة يشاكها إلا كفّر الله بها عن خطاياه ، فكلّ أمر المسلم خيرٌ .