غيرت الحرب العالمية مسار التاريخ ولعبت في أماكن القوة في العالم فبعد إنتهائها تغيرت الدول المسيطرة ولم تعد الدول الأوروبية وبالأخص فرنسا بالإضافة لبريطانيا تمثل الدول الأقوى في العالم وكما ظهرت اثر ذلك قوتان عالميان جديدتان تمثلتا بالولايات المتحدة الأمريكية وكذلك الإتحاد السوفيتي فبات العالم من حيث السيطرة ذا قوة ثنائية القطب بعدما كان فيما سبق متعدد الأقطاب مما يوضح انقسام العالم إلى جبهتين ، جبهة غربية بزعامة الولايات المتحدة والجبهة الأخرى كانت تحت سيطرة الإتحاد السوفيتي وبهذا الإنقسام تبين بوضوح أن الإتحاد السابق بين كل من الولايات المتحدة وبريطانيا بالإضافة إلى فرنسا من جانب والإتحاد السوفيتي من الجانب الثاني خلال خوضهم للحرب العالمية الثانية ما كان سوى إجتماعاً للمصالح بشكل مؤقت ضد ألمانيا وما إن سقطت إنهار التحالف ، محلاً محله صراعاً كبيراً على مناطق النفوذ والسيطرة لهاتين القوتين " الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي " ، وعرف هذا الصراع بالحرب الباردة .
مصطلح الحرب الباردة .
تم إستخدام المصطلح للمرة الأولى من قبل أمير في القرن الرابع عشر يدعى خوان مانونيل وبعد ذلك تم إستخدام المصطلح من قبل برنارد بارش وهو إقتصادي أمريكي وكان ذلك في مطلع 1947 وإستمرت هذه الحرب إلا أن انتهت أخيراً معلنةً سقوط الإتحاد السوفيتي وإنهياره سنة 1991 .
من بدأ الحرب الولايات المتحدة الأمريكية أم الإتحاد السوفيتي :- تختلف النظريات التاريخية الموضوعة حول هذا الأمر وسنذكر منها :-
• نظرة المحافظين :- وهم ممن يلقون عاتق الأمر على الإتحاد السوفيتي بإعتباره البادئ بالحرب الباردة بإستيلائه عل منطقة شرق أوروبا ، وصحيح بأن أحد نتائج مؤتمر يالطا جعل منطقة شرق أوروبا تحت نفوذ الإتحاد السوفيتي ولكن ذلك بأمل أن تحدث فيها إنتخابات تتميز بالديمقراطية لتحديد هيئة النظام السياسي القائم ، ولكن في مؤتمر بوتسدام قام ستالين برفض الصريح لإجراء إنتخابات ديمقراطية وبدأ عمله في إيجاد حكومات تؤيد النظام الشيوعي وتطبق مبادئه وقد تم ذلك في أواخر عام 1945 وبدأ الإنتشار بدءاً من قيامه في روسيا وبلغاريا بالإضافة إلى يوغسلافيا وألبانيا وكذلك رومانيا وذلك في عام 1947 وكما أقيم النظام في كل من بولندا والمجر بينما بقيت تشيكوسلوفاكيا على النظام الديمقراطي لفترة طويلة من الزمن إلى عام 1948 حينما حدث الإنقلاب الشيوعي .
• نظرية الناقضين :- وهي نظرية معاكسة لما سبق حيث تجعل أصابع الإتهام تتجه للولايات المتحدة الأمريكة وذلك لأنها أعلنت بأن منطقة شرق أوروبا تحت النفوذ السوفيتي في مؤتمر يالطا فاتحة جبهة حربية غربية ضد ألمانيا منهكة بذلك كلا القوتين وتفرض سيطرتها إثر ذلك وتدخل ألمانيا بلا خسائر .
• نظرية المتحررين الليبراليين : وهم من نظروا للحرب الباردة كنهاية لا بد منها وذلك لإختلاف النظرات بين كلتا القوتين فالولايات المتحدة تؤمن بالنظام الرأسمالي بينما ءامن الإتحاد السوفيتي بالإشتراكية وبذلك كان الصراع أمراً لا بد من وقوعه .
