معركة القادسية من أشهر وأهم المعارك التي وقعت ما بين كل من المسلمين والفرس في العراق أثناء الفتوحات التي حصلت في عهد خليفة رسول الله عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -، ووقعت أحداث هذه المعركة في الثالث عشر من شهر شعبان من العام الخامس عشر من هجرة رسول الله المشرفة، كان جيش المسلمين في هذه المعركة بقيادة صحابي رسول الله الجليل سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – أمّا جيش الفرس فقد كان بقيادة رستم فرخزا، حيث وقعت هذه المعركة تحديداً في منطقة القادسية العراقية.
قام يزدجرد بجمع أقوى جيش تمكّن من جمعه وكان ذلك في العام الرابع عشر من الهجرة، فوصل خبر هذا الجيش إلى المثنى بن حارثة، الذي قام وبشكل فوري بكتابة رسالة أرسلها إلى عمر بن الخطاب بسرعة ليعلمه لهذا الخبر، فقام عمر بن الخطاب مباشرة بإعلان حالة التأهب والنفير العام بين المسلمين وأمر الجميع بأن يهبوا لإنقاذ المسلمين في العراق، فتجمّع الناس في المدينة المنورة من فورهم وخرج عمر بن الخطاب مودّعاً لهم لمسافة ثلاثة أميال عن المدينة المنورة، وكان عمر بن الخطاب ينوي أن يقود الجيش هو بنفسه ويذهب به إلى العراق إلا أن الصحابة أشاروا عليه بغير ذلك، فقد نصحوه وأصرّوا عليه أن يبقى هو في المدينة المنورة وأن يولي واحداً من صحابة رسول الله على هذا الجيش، فأمر من فوره سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه -.
ظلّت الإمدادات تصل لهذا الجيش إلى أن وصل عدده إلى ما يقترب تقريباً من حوالي 36 ألف جندي مسلم، وقام سعد بتقسيم الجيش وتنظيمه فور وصوله، فوضع على الميمنة عبدالله بن المعتم، كما وضع على الميسرة شرحبيل المندي، أمّا الطلائع فقد وضع عليها كلاً من سواد بن مالك وعاصم بن عمرو التميمي، أمّا المجردة فقد وضع عليها سلمان بن ربيعة الباهلي، ووضع على المشاة حمال بن مالك الأسدي، وأخيراً أمر على الركبان عبدالله السهمي. كما وأعطى القضاء لعبد الرحمن بن ربيعة الباهلي، أمّا الكاتب فقد كان زياد بن أبيه في حين جعل الداعية هو سلمان الفارسي.
وبدأت المعركة، وكان سعد قد أُصيب بمرض منعه من أن يشارك في أحداث هذه المعركة، فلم يستطع النهوض البتّة، إلا أنّه كان يديرها ويوجه الأوامر من بعيد. وشهدت هذه المعركة استعمال الفيلة من قبل الفرس الأمر الذي لم يعتد المسلمون عليه. وكان النصر في نهاية هذه المعركة هو حليف المسلمين. وبهذه المعركة أصبحت العراق مُمهدة وجاهزة لأن يستلم المسلمون قيادتها وإدارتها.