إن أروع لحظة حياة المرأة؛ هي تلك اللحظة التي تعلم فيها أنها حامل، وأنها بعد ما يُقارب من تسعة أشهر؛ ستُرزق – بإذن الله – بطفلٍ تسمع من شفتيه كلمة "ماما". والأمومة غريزة طبيعية عند كل نساء العالم، وهدفٌ مشروع تسعى إليه كل النساء، وكم هي صعبة تلك اللحظات التي يتأخر فيها الحمل عند المرأة، فتشعر وكأن شيئاً كبيراً ينقصها، أو أنها هي نفسها ناقصة وغير مكتملة، فالأطفال هي ما تُكمِل أنوثة المرأة؛ لأنها تُغذِّي أكبر الغرائز الطبيعية لها.
الأم بطبيعتها عاطفية؛ فهي دفاعية بشكل كبير، وأكبر دِفاعاتها يكون عند علمها بأن في داخلها طِفلٌ في طور التكوين، فينتابها شعورٌ غريزي بأنها مُلزمة بحماية هذا الجنين والمحافظة عليه من كل الأمور والعوامل. مع بداية الحمل عند المرأة؛ يحصل لديها تغييرات فيزيولوجية عديدة، وهو أمرٌ طبيعي نظراً لوجود الجنين داخل رحمها، فربما تلاحظ الحامل نزول بعض الإفرازات المهبلية والتي قد تراها لأول مرة، وهذا الأمر طبيعي جداً، فهي إفرازات ترطِّب المهبل لتسهِّل عملية الولادة، فلا يوجد ما يدعو للقلق من هذه الإفرازات. يجب على المرأة في الأشهُر الثلاثة الأولى أن تنال قسطاً وافِراً من الراحة، فالنُّطفة في هذه الفترة منغرِسَةٌ في جدار الرحم، ويجب أن تتم العناية بها حتى تثبت بشكلٍ كامل. يجب على المرأة أن تتجنَّب الألعاب الرياضية العنيفة أو الجماعية، فالإلتحام في الرياضات الجماعية قد يُحدِث صدمة تؤدي إلى فُقدان الجنين، والألعاب العنيفة مثل التزلج تؤثر سلباً أيضاً على ثبات الجنين وسلامته. ويُنصح بممارسة المشي والتمارين الرياضية الخفيفة لمدة لا تتجاوز النص ساعة يومياً.
النظام الغذائي مهم جداً للمرأة الحامل في الحفاظ على جنينها، والإعتقاد السائد بأن الحامل يجب أن تزيد من كمية الوجبات لتُغذِّي طفلها؛ هو اعتقاد خاطيء، فالنظام الغذائي الطبيعي والذي يكون متوازناً ويحتوي على كل ما يلزم الأم والجنين من معادن وفيتامينات؛ هو الاحسن وأفضل لصحتها وصحة جنينها. وتكون الوجبات بكميات قليلة ولكن عدد مرات تناول هذه الوجبات يكون اكثر من المعتاد، فوجود الجنين يجعل الأم تشعر بالشبع بشكلٍ أسرع من الأيام العادية، فيجب عليها عند الإحساس بالشبع بالتوقف عن تناول الكل؛ والإنتظار حتى تشعر بالجوع لتتناول وجبتها التالية. يُنصح بعدم ممارسة العلاقة الجنسية بين الزوجين في الأسبوعين الأولين من حدوث الحمل؛ وذلك حتى نترك المجال أمام النطفة للتعلُّق الكامل بجدار الرحم، ويمكن ممارسة العلاقة الجنسية خلال فترة الحمل بشكل طبيعي ولكن بدون حركات عنيفة؛ مع الإنتباه إلى أنه ليس كل الوضاع الجنسية يمكن ممارستها مع المرأة الحامل، فاحسن وأفضل وضعية للجماع هي بأن تجلس المرأة على ركبتيها ويديها أثناء الجِماع، أما في حالة استلقاء المرأة على ظهرها؛ فيجب على الزوج الإنتباه إلى ألا يكون ضاغطاً بجسده على منطقة البنطن مما قد يؤدي إلى حدوث اختناق للجنين. ويمكن للجماع أن يكون من مسهِّلات الولادة إذا كان في الأسابيع الأخيرة قبل موعد الولادة.
يمنع على الأمهات الحوامل النوم على ظهورهن، واحسن وأفضل وضعية للنوم هي الجانب الأيسر؛ مع وضع مخدَّة بين الفخذين، وكلما تقدَّمت أشهر الحمل تزيدها إلى مخدتين أو ثلاث إن أمكن، فالنوم على الظهر من شأنه أن يقطع تزويد الجنين بالأكسجين والغذاء مؤدياً إلى وفاته – لا سمح الله- وكذلك يُنصح بالإبتعاد عن الملح والسكر قدر الإمكان خلال فترة الحمل، فالسكر قد يُصيب الأم و/أو طفلها بالسكري، والملح من شأنه أن يعمل على ارتفاع ضغط الدم لدى الأم مُحدِثاً مضاعفات خطيرة لحالة الجنين الصحية، كما أنه من الممكن أن يؤدي ارتفاع نسبة الملح إلى جفاف الماء الأمينوسي المُحيط بالجنين مؤدياً إلى وفاته.