تحافظ الكائنات ال حية عامة على حياتها واستمرارها تبعا لعمليات تقوم بها أجسادها ، من ضمن هذه العمليات الوقاية من الذاتية من الأمراض والتي تسمى اصطلاحا المناعة، وتنقية الجسد من السموم ، وإنتاج خلايا جدية والانتهاء والتخلص من التالفة ، وغيرها من العمليات الحيوية الكثيرة ، وهذه العمليات تكون ذات نظام دقيق ومعقد ومنتظم تماما عند أي نوع من الكائنات الحية ، إلا في حال وجد خلل ما أدى إلى تغير سيرها وفق النظام عن طريق خلل أو عطل بسبب مرض أو أزمة أو غيره . تعتبر هذه العمليات كلها ذات أهمية وفائدة بالغة وبقدر متساو من حيث دورها في الحفاظ على حياة الكائن وتختلف من حيث إحداث الضرر بالنسبة للوقت المستغرق ، فمنها ما يؤدي للموت فورا في حال تعطله ، ومنها ما يستلزمه وقت أكبر .
تعتبر عملية الهضم من أهم العمليات التي يقوم بها الجسد لدى الكائن الحي ، لأنها العملية التي تمد أجزاء الجسد كلها بالغذاء اللازم للاستمرار ، وكل كائن يكون جسده مجهز لهضم الأنواع التي يتغذى عليها الكائن ، فمثلا تختلف أجهزة الهضم في النبات عنها في الحيوانات والإنسان، وتختلف في الحيوانات فيما بينها تبعا لنوعية تغذية الحيوان إن كان نباتيا أو لاحما ، وهكذا ، وسنحدد هنا حديثنا عن الهضم لدى الإنسان ، يكون جسم الإنسان مجهزا بجهاز هضمي متكامل يبدء في فتحة الفم وينتهي بالأمعاء . وتتغير قدرة هذا الجهاز على العمل تبعا للعمر ، فمثلا لا يستطيع طفل رضيع أن يهضم غير الحليب الذي يحصل عليه من والدته أو الحليب المجهز للأطفال الذي يسبب في كثير من الأحيان ضررا لدى الطفل كونه لا يطابق حليب الأم في الصفات . وبعد عمر الستة شهور يكون قادرا على هضم بعض أنواع الغذاء كالخضروات والفواكة ، وتدريجيا يصبح قادرا على هضم كل الأغذية التي يتناولها الإنسان .
تبتدء عملية الهضم بالفم بحيث تعمل الأسنان على طحنه جيدا ، ثم بعملية البلع ، ويسير الطعام المطحون عبر قنوات هضمية خاصة نحو المعدة التي تعد المركز الرئيسي في الجهاز الهضمي ، فتقوم بعملية الهضم الأساسية عبر فرز أنزيمات تحلل الغذاء الذي دخل عليها تحليلا كاملا وتقوم بتوزيع المواد الناتجة عن هذا الهضم للأجهزة المحيطة ، بعد أن تستخلص هي ذاتها بعض المواد المغذية منه ، وبعض الأجهزة كالكبد والكلى تقوم بتصفية المواد التي تصل لهما واستخلاص تعرف ما هو مفيد وطرح تعرف ما هو غير مفيد ، ثم تذهب بقايا الطعام بعد التصفية للأمعاء التي تقوم بدورها لإيصالها للجهاز البولي ، فتنفصل إلى خراج لزج وخراج سائل يدعى البول ويتخلص منها الجسد بطرحها خارجه .
