أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن على سيّدنا محمد " صلى الله عليه سلم " من أجل هداية البشرية ، وطلب الرسول من أصحابه حفظ القرآن الكريم وتعليمه لأبناؤهم وزوجاتهم ، وقد قال الله تعالى في كتابه " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " ، فكما وعد أوفى بوعده وحفظ القرآن من أي تحريف كما استطاع الصحابة جمع القرآن الكريم ليصل إلينا في يومنا هذا بدون تحريف كما حدث في الكتب السماوية الأخرى .
قصة القرآن الكريم من لحظة نزوله على سيّدنا محمد إلى أيامنا هذه :
كان سيّدنا محمد عليه احسن وأفضل الصلاة والسلام يحاول أن يجد له رباً غير الأصنام التي كان يعبدها أهل بلدته في مكة المكرمة ، فإتخذ من غار حراء مكاناً خاصاً له للدعاء والعبادة ، فكان دوماً يدعو أن يدله ربه على الطريق الصحيح وأن يعرف من هو خالق هذه السموات والأرض ، ومن أوجد البشر على الأرض ، ففي إحدى الأيام أنزل عليه الله سبحانه وتعالى على سيّدنا محمد الملاك جبريل " عليه الصلاة والسلام " ، وبدأ سيّدنا جبريل تعليم سيّدنا محمد " صلى الله عليه وسلم " القرآن الكريم ، وكان دوماً ينزل عليه في غار حراء ويعلمه القرآن ويطلب منه أن يعلم أصحابه .
بعد وفاة سيّدنا محمد " صلى الله عليه وسلم " وإنتشرت حروب الردة التي أدت إلى وفاة العديد من الصحابة رضوان الله عليهم ، فخاف الصحابة على ضياع القرآن الكريم ، فقام عمر بن الخطاب بالمشورة على أبو بكر الصديق من أجل جمع القرآن الكريم في مصحف واحد ، وقام أبو بكر و الصحابة بجمع القرآن .
بعد أن إنتشرت الفتوحات في عهد عثمان بن عفان " رضي الله عنه " قام بأمر الصحابة بنسخ القرآن الكريم إلى عدة نسخ لإرسال نسخة إلى كل بلد من أجل تدارس القرآن ، منذ ذلك الحين أصبح القرآن الكريم في متناول الجميع إلى وقتنا هذا .
طريقة قراءة القرآن الكريم :
أمر الرسول أصحابه على تعلم علوم القرآن الكريم من أجل قرائته والتدارس في معانيه ، ولكن هناك العديد من الأمور التي يجب أن يقوم بها الشخص من أجل قراءة القرآن الكريم :
) يجب ألا يدخل الريا والنفاق في قراءة القرآن حتى لا يضيع الأجر على القارئ ، وإنما يجب أن تكون النية خالصة لله عز و جل لكسب رضاه ونيل الدرجات والحسنات والثواب العظيم من الله عز وجل .
) الطهارة من الداخل والخارج ، حيث أن الطهارة من الداخل أو كما يسميها علماء السنة الطهارة الباطنة هي طهارة القلب من الداخل وصفاؤه ، وصفاء الينة وإخلاصها لوجه الله تعالى ، كما أن الطهارة من الخارج أو الطهارة الظاهرة التي يمكن رؤيتها هي نظافة الملابس ونظافة البدن ، إضافة إلى الوضوء ، حيث أن الوضوء شرط أساسي من شروط قراءة القرآن ، لقوله تعالى " لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ " .
) محاولة التمعّن والتدبّر في قراءة القرآن جيداً ، فليس المقصود بقراءة القرآن أن يقوم الانسان بالقراة بشكل سريع ، وإنما يجب ان تكون القراءة بصوت حسن ، كما يجب أن يفهم الانسان معنى ما يقرؤه ، وإن لم يستطيع أن يفهم ما قرأه يمكنه الإستعانة بكتب التفسير والسنة من أجل فهم معاني القرآن الكريم .
) يفضل إستقبال القبلة إذا كانت الفرصة متاحة لك .