نزل القرآن الكريم في ليله القدر قال الله تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) و هي ليلة عظيمة خصها الله تعالى و تجليها بنزول كلمات وعبارات الله و آياته على رسوله الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، عندما نزل القرآن الكريم كان عمر سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم أربعون سنة و كان متزوجاُ من السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و نزل القرآن على سيدنا محمد في غار حراء و كان هذا الغار شاهداً على أول آيات القرآن الكريم و نزول القرآن هو إختيار لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لأن يكون نبي الأمة و مرسل للعالمين الإنس و الجن و خاتم الرسالات النبوية.
القرآن الكريم هو كلام الله تعالى كان ينزل بواسطة الوحي جبريل عليه السلام ، و إستغرق نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم مدة ثلاث و عشرون سنة ، و هذه معجزة و ما تميز به القرآن الكريم إنه لم ينزل على رسوله دفعة واحدة و إنما نزل على دفعات و الحكمة في ذلك ، هو تيسير و تسهيل من رب العالمين لرسوله و للناس في حفظ القرآن الكريم و تدبره و فهمه في هذه الحالة لو نزل القرآن جملة واحدة لرأينا الناس قد تواجه صعوبة بالغة في حفظه ، فالقرآن الكريم لا يحفظ بين ليلة و ضحاها و لأقتصر حفظ القرآن فقط بالنبي عليه السلام ، لذلك نزل القرآن على فترات لما فيه لتثبيت لقلب الرسول صلى الله عليه و سلم في حفظ القرآن الكريم كما ذكر اله تعالى في كتابه (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نزلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ( تشير الآية إن الكافرين كانوا يريدون نزول القرآن جملة واحدة حتى يعتبروه معجزة و كلام الله تعالى لأنهم حسب إعتقادهم و حسب ما وصل إليهم من أخبار من سبقهم إن الكتب السماوية نزلت دفعة واحدة لذلك قالوا لم لم ينزل دفعة واحدة كغيره من الرسالات السابقة فأجابهم الله تعالى لتثبيت فؤاد أي قلب الرسول عليه السلام في حفظ القرآن و الإستمرار بالدعوة الإسلامية .
من حكم نزول القرآن الكريم على دفعات كانت بعض الآيات تنزل لتوضح أمر ما أو تكشف عن واقعة ما أو توضح حكم ما و هذه الآيات تسمى سبب النزول أي كانت تنزل لسبب كما حدث في حادثة الإفك و توضيح حكم الأسرى في الغزوات و توضيح عاقبة الثلاثة الذيت تخلفوا عن غزوة من الغزوات و غيرها الكثير من الآيات الكريمة ، وكانت تنزل مع الوحي جبريل عليه السلام حيث كان الملك جبريل عليه السلام يكون على هيئة رجل يخاطب الرسول أو يخاطبه كنداء كصوت خفي أو كوقع الجرس عندما ينزل ، و كان جبريل يعلم آيات الله تعالى لسيدنا محمد و يحفظها ثم يقوم الرسول صلى الله عليه و سلم بتعليم آيات القرآن الكريم للصحابة و تحفيظهم بها ثم بدورهم يعلمونها لغيرهم ، و بذلك يكون الله تعالى قد حفظ القرآن الكريم في جوف محمد عليه الصلاة و السلام و جوف أصحابه رضوان الله عليهم كما قال الله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ).