القرآن في اللغة: هو مصدر مشتق من الجذر الثلاثي قرأ، وفي الاصطلاح الشرعي: هو كلام الله تعالى المُعْجِز، والمُتَعَبَّد بتلاوته، والمنزّل على سيدنا محمد صلى الله على وسلم بلسانٍ عربيّ مبين، والمنقول عنه نقلًا متواترًا بنفس اللفظ الذي أُنْزِلَ به؛ فالقرآن الكريم قطعيّ الثبوت في كلّ حرفٍ من حروفه، وفي كل كلمةٍ من كلماته.
والقرآن الكريم هو المصدر الأساسي الأوّل للشريعة الإسلامية، فمنه تُأْخَذ الأحكام الشرعيّة، والمصدر الأساسي الثاني للشريعة الإسلامي هو صحيح السنّة النبوية.
لقد أنزل الله تبارك وتعالى القرآن الكريم على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، بواسطة الوحي جبريل عليه السلام، وجعله معجزةً من معجزاته، ليكون هذا القرآن للبشر نذيرًا وهاديًا، ودستورًا إلهيًّاً يقتدون به، ويتّبعون ما فيه.
وقد يتساءل البعض عن كيفيّة نزول القرآن الكريم، وهل نزل جُمْلَةً واحدةً؟ أم نزل منجمًا؟ ومنجمًا تعني مفرّقًا، فنقول: لقد نزل القرآن الكريم على مرحلتين: أمّا المرحلة الأولى، فقد نزل فيها القرآن الكريم جملةً واحدةً من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، وأمّا المرحلة الثانية، فقد نزل فيها القرآن الكريم من السماء الدنيا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مفرّقًا في ثلاثٍ وعشرين سنةً حسب الوقائع والأحداث. وهذا القول هو القول الّذي عليه أكثر أهل العلم، وهو القول الراجح والله أعلم، وقد استدلّ أهل العلم على هذا القول بأحد الآثار التي رُوَيَتْ عن ابن عباس رضي الله عنه، واعتبروا أن ذلك الأثر يأخذ حكم الحديث المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو ممّا يصح الاحتجاج به.
الحكمة من نزول القرآن منجمًا
لقد أشار العلماء إلى العديد من الحكم الإلهيّة لنزول القرآن الكريم منجمًا، ومن هذه الحكم: