يقضي كثيرٌ من المسلمين ساعاتٍ طويلة متسمّرين أمام شاشات التّلفزيون يضيّعون أوقاتهم فيما لا يعود عليهم بالنّفع والفائدة في دينهم ودنياهم، فقد غفل كثيرٌ من المسلمين في وقتنا الحاضر عن سلوك ربّاني وفضيلة إيمانيّة وهي قراءة القرآن الكريم الّذي هو كتاب الله تعالى الذي أنزله نورًا وهدى للعالمين.
وقد ذكر الله تلاوة القرآن الكريم والمحافظة عليها كعلامة من علامات و دلائل المؤمنين المتّقين الّذين يُنشدون الأجر من ربّ العالمين، قال تعالى: (إنّ الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصّلاة وأنفقوا ممّا رزقنهم سرًّا وعلانية يرجون تجارة لن تبور)، وقد نعى الله تعالى في المقابل على نفرٍ من قريش رفضوا الاستماع إلى القرآن وهجروه بقوله سبحانه على لسان نبيّه (وقال الرّسول يا ربّ إنّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)، فهجر القرآن بترك تلاوته هو من علامات و دلائل النّفاق والبعد عن الله تعالى .
أهميّة قراءة القرآن
إنّ تلاوة القرآن بلا شكّ لها أهميّة كبيرة في حياة المسلم نذكر منها:
- تحصيل الأجر والثّواب ومضاعفة الحسنات، فقد بيّن النّبي عليهم الصّلاة والسّلام أنّ المسلم يؤجر على قراءة القرآن بكلّ حرف منه حسنة تضاعف إلى عشر أمثالها.
- قراءة القرآن الكريم وتلاوته تقرّب العبد إلى ربّه تعالى وتجعله دائم الاتصال به، ففي الأثر إذا أراد العبد أن يكلّم الله تعالى فليصلّي، وإذا أراد أن يكلّمه الله تعالى فليقرأ القرآن.
- قراءة القرآن الكريم تجعل المسلم يتعرّف باستمرار على كنوز القرآن الكريم، ففي الأثر وصف للقرآن بأنّه لا تنقضي عجائبه ولا تفنى غرائبه ولا يخلق من كثرة الردّ.
- قراءة القرآن الكريم تليّن قلب المؤمن وتذكّره بربّه دائمًا؛ فالمسلم يغفل في أحيان كثيرة وتلاوة القرآن الكريم تذكّره بالله تعالى دائمًا حيث يقف على آيات الثّواب وما أعدّه الله تعالى للمتّقين فيزداد همّةً ونشاطًا وإقبالًا على العبادة، ويقرأ آيات أخرى عن السّموات والأرض والخلق فيخشع قلبه ويلين، ويقرأ آيات العذاب فتنّفره من المعاصي والشهوات الحرام.
- قراءة القرآن الكريم كمعيار للتّفاضل والتّمايز بين المسلمين؛ فقارىء القرآن الكريم الماهر فيه مع السّفرة البررة بينما القارىء له بمشقّة وصعوبة له أجران كما قال النّبي عليه الصّلاة والسّلام .
- قارىء القرآن الكريم الحريص على تلاوته آناء اللّيل والنّهار شبّهه الرّسول عليه الصّلاة والسّلام مثل الأترجّة أي الثّمرة الطّيبة التي يكون طعمها طيّب وريحها طيب، بينما يكون المسلم الّذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة التي يكون طعمها طيب ولكن لا رائحة لها.