بعث الله تعالى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام بدعوة الإسلام وأنزل عليه معجزة خالدة على مر العصور والأزمان وهي معجزة كتاب الله تعالى القرآن الكريم الذي تحدى الله به الأنس والجن أن يأتوا ولو بسورة من مثله، وهو كتاب متعبد بتلاوته معجز ببيانه لا يخلق من كثرة الرد ولا تنقض عجائبه ولا تفنى غرائبه، من حكم به عدل ومن حاد عنه خاب وهلك، فيه قصص الأمم السابقة حيث العبر والآيات والحكم .
انكب عدد من العلماء المسلمين عبر مراحل التاريخ المختلفة على دراسة القرآن الكريم وتفسير آياته، فكان منهم الإمام الطبري، وكذلك الإمام ابن كثير، وقد اتبعوا في تفسيرهم منهجا واضحا يعتمد على نقل ما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة والتابعين من تفسير لآيات القرآن الكريم ومن بيان لما هى اسباب نزول الايات، وإن اهتمام علماء المسلمين بتفسير القرآن الكريم عائد إلى مكانته العظيمة في الإسلام وكونه دستور ومنهج تهتدي به الأمة وبالأخذ به تسير على الطريق القويم، قال تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)؛ فقوام الدين وصلاحه لا يتم إلا بالأخذ بكتاب الله تعالى بقوة بتطبيق شرائعه وأحكامه والاستنان بهديه ونوره وتوجيهاته.
أهمية وفائدة تفسير القرآن الكريم في العصر الحاضر
- إن الأمة العربية والإسلامية في عصرنا الحاضر تواجه حملات شرسة لإبعادها وتغريبها عن دينها، كما أن الفتن التي تموج وتعرض على القلوب تسبب ابتعاد كثير من المسلمين عن دينهم وشريعتهم وهدي نبيهم، وبالتالي يكون تفسير القرآن الكريم حاجة ملحة لتوضيح معاني آيات القرآن الكريم للناس من جديد حتى يتذاكروا دينهم باستمرار ويتعلموا أحكام شريعتهم الشاملة الكاملة التي تتلاءم مع كل عصر وحين، فالقرآن الكريم لم يأت لزمان معين وإنما أتى لكل الأزمان والعصور حتى قيام الساعة .
- تفسير القرآن الكريم هو علم يكشف باستمرار عن الإعجاز العلمي والبياني في القرآن الكريم، فكثير من الآيات القرآنية لم يتبين الناس أسرارها إلا حديثا عندما اكتشفت النظريات العلمية وظهرت الاكتشافات الطبية، على سبيل المثال في قوله تعالى (ومن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء)؛ فعندما اكتشف العلم الحديث أن الإنسان كلما ارتفع في السماء نقصت كمية الأكسجين التي تدخل رئتيه وبالتالي ضاق صدره، وهذا حتما ما تعنيه الآية الكريمة التي تدل على أن القرآن الكريم فيه من العجائب والآيات الكثير التي تدل على عظمة الخالق سبحانه .