مناجاة الله تعالى و هي مناجاة يخصها العبد فقط لربه و منجاة الله تعالى هي مخاطبة الله تعالى سراً ، و دعائه سراً بينه و بين نفسه في اى وقت ، و سؤال الله عزّ و جلّ في طلب الحاجة ، و هي حاجة العبد لربه حيث يكون العبد في وقت عسرة حيث يبدأ المسلم بمناجاة ربه و سؤاله من فضله ، و المناجاة و مناداة الله تعالى تكون في جوفه لا أحد يعلم غيره هو و الله تعالى ، و المناجاة تكون في اى وقت و في اى زمان و في اى مكان .
و المناجاة هو إخلاص الدعاء لله تعالى في طلب الحاجة حتى يقضي الله لنا الحاجة ، عند المناجاة يبدأ العبد ببذل الهمة و بدل الجهد في تحقيق ما يرضي الله تعالى لإجابة سؤاله ، حيث يتقرب العبد من ربه تقرباً من شأنه يليق بمناجاة الله تعالى ، حيث يبدأ بالخشوع و لتوجه لله بقلب طاهر و قلب سليم حتى يرحمه الله برحمته و يجيب عبده ، عند المناجاة يختار العبد كلمات وعبارات يسأل الله و تبدأ المناجاة بالثناء على الله تعالى و الثناء على رسوله محمد صلى الله عليه و سلم ، ثم يسأل الله و يطلبه ، و أصل المناجاة عندما ينوي العبد يعقد في نفسه إجابة الله تعالى لسؤاله و دعائه و عندما يساوره أو يتخلله أدنى شك في إجابة الله تعالى ، هنا لا يكون مناجاة بل هو مجرد دعاء عابر لا يريد من ورائه إلا الإستجابة بسرعة ، هنا لا يتذوق معنا المناجاة و معنى القرب من الله تعالى و الشعور برحمته و إقترابه من عبده ، لذلك إخضع يا عبد و تضرع لله تعالى و أساله من فضله فأطلبه ، فالله قريب من العبد ما دام العبد يحسن الظن بالله تعالى لا تخف إقترب من الله و أحسن الظن بالله تعالى عند سؤاله ولا تيأس فالله سميع مجيب دعاء ، فالله قريب من المضطر إذا دعاه ، و من المظلوم إن سأله و ناجاه .
لذلك عندما تكلم اله تعالى ضع في قرارة نفسك و ثق بإن الله قريب منك ، أي كون على ثقة بقرب الله إليك و منك ، فإن لم تثق بالله فكيف تناجي الله و تكلمه و تسأله ، و يبدأ المسلم بالمناجاة بتمجيد و تكبير و ثناء الله تعالى و الصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم ثم القيام بالتسبيح مائة مرة و الإستغفار مائة مرة و أسأل الله بعدها من حيث تريد فالله يأتي بفرجه من حيث لا تحتسب .
و المناجاة قام بها الأنبياء من قبل مثل مناجاة زكريا عليه السلام ،قال الله تعالى : (كهيعص ، ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ، إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ، قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ، وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا) ، و مناجاة أيوب عليه وعلى نبينا احسن وأفضل الصلاة والسلام قال الله تعالى ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ).
من احسن وأفضل الأدعية في مناجاة الله تعالى و هي مناجاة الرسول صلى الله عليه و سلم لله تعالى صلى ركعتين ثم قال: ( اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي ، وَقِلّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي ، إلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي ؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي ؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي ، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي ، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك ، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك).
