بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد،
إنّ الإحرام هو ركن من أركان الحج والعمرة بإجماع العلماء، فلا يتم الحج أو العمرة إلا به، ويعتبر أحد أهم تلك الأركان، والإحرام: هو عبارة عن نية الدخول في حرمات كل من الحج أو العمرة، فالحاج أو المعتمر يجب عليه أن ينوي الحج أو العمرة في قلبه عند الوصول إلى الميقات المعتبر له شرعًا، فالنية محلها القلب، ولا يجوز التلفظ لها. ويشترط لمن يريد الإحرام حتى يصح إحرامه أن يقوم بالتلبية بعد النية، وصيغة التلبية التي كان يقولها الرسول هي: « لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك له. »
والميقات الذي سبقت الإشارة إليه هو المكان الذي لا يجوز للحاج أو المعتمر تجاوزه إلا وهو مُحْرِم، والمقصود هنا: الميقات المكاني للحاج أو المعتمر، فمن المعروف أن هناك أيضًا مواقيت زمانية للحج أو العمرة، وهي الزمن الذي لا يصح أداء الحج أو العمرة إلى فيه، فالحج له أشهر معلومات، أما العمرة فيصح أداؤها في كل أوقات السنة.
وهناك خمسة مواقيت مكانية، وكل واحد منها خاص ببلد معين من البلاد التي تحد الحرم المكي، وهذه المواقيت هي: ذو الحليفة وهو ميقات أهل المدينة، والجحفة وهو ميقات أهل الشام ومصر، وقرن المنازل وهو ميقات أهل نجد، ويَلَمْلَم وهو ميقات أهل اليمن، وذات عرق وهو ميقات أهل العراق.
إن للإحرام العديد من المحظورات التي لا يجوز للحاج أو المعتمر الوقوع بها، وهي على النحو التالي:
- استعمال الطيب على البدن أو الثياب.
- قص الشعر والأظافر.
- الجِمَاع ومقدماته، والمباشرة فيما دون الفرج.
- عقد النكاح.
- صيد البر.
- الفسوق والجدال والمخاصمة.
- ومن المحظورات الخاصة بالرجل، أنه لا يجوز له أن يلبس ما فُصِّل على قدر العضو كالقمصان والسراويل، وإنما الواجب عليه أن يلبس الملابس التي لا تُفَصِّل العضو كالإزار ونحوه.
- ومن المحظورات الأخرى الخاصة بالرجل، أنه لا يجوز له أن يستر رأسه بأي ساتر، كأن يلبس القلنسوة أو العمامة.
- ومن المحظورات الخاصة بالمرأة، أنه لا يجوز لها أن تتنقب أو تلبس القفازين.
هذه هي المحظورات التي أشار إليها جمهور العلماء، وينبغي في الختام التنويه إلى أن في هذه المحظورات تفاصيل كثيرة أخرى لا يتسع المقام هنا للخوض فيها، وهذه التفاصيل تُراجع في مواطنها من كتب العلماء.