الأضحية في اللغة هي اسم لِما يُضحَّى به، وكان هذا المصطلح معروفاً في السابق لدى الحضارات القديمة باسم "القربان"، وهي ما يتم تقديمه للآلهة للتقرب منهم، واصطلاحاً هي ما يُذبح من بهيمة الأنعام في يوم عيد الأضحى تقرُّباً إلى الله سبحانه وتعالى. والأضحية عند عموم العلماء سُنَّةٌ مؤكدة وليس واجباً، واستدلَّ العلماء على ذلك من أحاديث الني عليه الصلاة والسلام ومنها قوله صلى الله عليه وسلم (ثلاث هن عليّ فرائض ولكم تطوع: النحر والوتر وركعتا الضحى)، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره)، وقوله "وأراد" أي أن له الاختيار، فليست فرضاً عليه أن يُضحِّي. وتكون الأضحية من بهيمة الأنعام، وهي الخِراف والأبقار والجِمال، فلا يجوز التضحية بسواهم حتى وإن غلا ثمنها، كأن يُضحِّي بغزال، وكذلك لا تجوز الأضحية بالطيور كأن يُضحِّي بدجاجة أو بطة أو إوزَّة.
عندما يرغب أحدٌ أن يُضحِّي بإحدى بهائم الأنعام؛ فإن لكل نوعٍ منها شروطاً يجب أن تتوافر فيها، وعدا ذلك لا تُقبل منه أُضحيته لأنها لم تتطابق مع الشروط التي وضعها الشَّرع الكريم. وهذه الشروط تشترك جميعها في أن تكون الأضحية خالية من العيوب، وأن تكون تامَّة الجسم، فلا تكون عوراء ولا عمياء ولا عرجاء أو مقطوعة الذيل أو الأذن أو فاقدة لأحد الأطراف كاليد أو الرجل، ولا أن تكون مريضة، ولا أن تكون هزيلة وليست في حال ولادة متعسِّرة حتى يزول عنها هذا الخطر وتكون بصحِّةٍ جيدة، فالله طيِّبٌ لا يقبلُ إلا طيِّباً. ويشترط لها سنَّاً معيَّنا، فالخراف يجب أن تكون قد أتمَّت السنة الأولى، والأبقار أن تكون قد أتمَّت سنتين من عمرها وكذلك الماعز، أما الإبل؛ فيشترط أن تكون قد أتمَّت خمسة أعوام.
وكذلك يُشترط في الأضحية أن تكون مملوكة للمُضحِّي، فلا يجوز لأحدٍ أن يُضحِّ بأُضحية لا يملكها أو أن تكون مرهونة لأحد ولا أن تكون مسروقة أو تم أخذها من كالها غصباً. وكذلك يجب عليه أن يُراعي شروط وقت الأُضحية، فتجوز الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحى إلى غروب شمس اليوم الثالث عشرة من ذي الحجة، فلا يجوز التضحية قبل هذا الموعد أو بعده، وإن تمت فلا تعتبر أضحية لقوله صلى الله عليه وسلم (من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى)، أي قبل صلاة العيد، وكذلك قال عليه الصلاة والسلام (من ذبح قبل الصلاة فإنتعرف ما هو لحم قدمه لأهله وليس من النسك في شيء)، والنسك هو الأضحية، أي لا تُعدُّ أُضحية بتاتاً. والاحسن وأفضل في الأضحية أن تكون سمينة، وكلما كانت أسمن كلما كانت أفضل، ومثل ذلك جمالها وحسن منظرها، وعن عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يضحي بكبشين أقرنين أملحين، والأملح هو الذي ذو لونين، أبيض وأسود، فاختلط لونه الأبيض بلونه الأسود، وهذا من الأمور الجمالية للكبش، وفي حديثٍ آخر أن النبي صلى الله عليه وسلّم إذا ضحى اشترى كبشين سمينين، وهذا ما يُستحبُّ في الأضحية. تقبلَّ الله مِنَّا ومنكم وأعاده الله علينا وعليكم بالخير واليُمنِ والبركات.