ينشد الكثير من المسلمين لزوم التّوبة و الاستغفار في حياتهم ، فهم يتعرّضون لكثيرٍ من المواقف التي يضعفون أمامها فيضطرّون لارتكاب الذّنوب و المعاصي ، و هذا بلا شكٍّ من نواقص النّفس الإنسانيّة و افتقارها ، فكلّ بني آدم خطّاء كما بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم و خير الخطّائين التّوابين ، و لو بقيت نفوس النّاس على حالها من الإيمان و التّقوى لصافحتنا الملائكة بالطّرقات ، فالعبرة ليست بالوصول إلى الكمال فهو صعب المنال بلا شكّ ، و لكنّ العبرة أن يدرك العبد أنّه له ربّاً يغفر ذنبه و يقبل توبته و يغسل حوبته ، و أن يداوم على الاستغفار من الذّنوب حتى لا تتكاثر على قلبه مشكّلةً ما يسمّى بالرّان – و العياذ بالله - ، و في الحديث فضل لزوم الاستغفار و المداومة عليه حيث قال النّبي عليه الصّلاة و السّلام من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍّ فرجاً و من كلّ ضيقٍ مخرجا ، و رزقه من حيث لا يحتسب ، ففوائد لزوم الاستغفار كثيرةٌ فهي تجلي القلب باستمرار و تعيده أبيضاً نقيّاً من الذّنوب و المعاصي ، كما أنّها تقرّب العبد من ربّه ، و يجد آثار الاستغفار و التّوبة زيادةً في رزقة و ماله ، و عافيةً في بدنه و أهله .
و لكي يدوام المسلم على التّوبة عليه أن يحرص على مجالسة الصّالحين الذين يذكّرونه باستمرار و ينصحونه ، فقلوب النّاس تغفل كثيراً من الأحيان عن التّوبة و يسوّف لها الشّيطان ذلك ، و لكن عندما يجد المسلم رفيقاً له يذكّره باستمرار بالله تعالى و التّوبة تجد ذلك معيناً له على الاستمرار فيها .
و هناك من النّاس من يضع لنفسة خطةً تنظّم حياته و سلوكه ، فتراه حين يرجع إلى بيته و يضع رأسه على وسادته يراجع نفسه و يقيمّها كلّ يوم ، فإن وجدها قد أحسنت كافأها بالمديح و إن وجد خلاف ذلك استغفر ربّه و تاب إليه ، فالذّاكرة تخون الإنسان كثيراً حين ينسى ذنوبه ، أمّا عندما يعزم أمره و يدوّن كلّ يومٍ ما أحدثه في يومه من الأقوال و الأعمال سهل على نفسه المراجعة و المحاسبة ، و بالتّالي حقق لزوم التّوبة و الاستغفار من الذّنوب .