النفاق: شعبة من شعب الكفر بالله عز و جل، والنفاق هو اظهار الإنسان خلاف ما يبطن، ففي يومنا هذا تجد أمامك من يمدحك ويثني عليك ويحبك كثيراً، ولكن بعد أن تستدير بظهرك وترحل تبدأ مرحلة الحديث عن عيوبك، والكذب على لسانك .
يبدأ النفاق عند الإنسان من خلال بداية الكذب، والخيانة، وإعطاء الوعود وإخلافها، كما أن السبب الرئيسي للنفاق هو البعد عن الله تعالى، كما أن النفاق هو ضعف في الشخصية، حيث أن الإنسان الواثق من نفسه لا يغير رأيه أبداً مهما حدث معه .
النفاق نوعان، الأول منهما كبير جداً، وهو نفاق على الله عز و جل، فيظهر الإنسان الإيمان أمام الناس وأمام الله ويصلي في المساجد، ويقوم بالخيرات، ولكن يغل الكره والكفر والحقد على المسلمين في قلبه، أما النوع الثاني من النفاق هو نفاق عملي، أي نفاق في الأعمال، مثل أن يقوم المنافق بإعطاء موعد لشخص آخر، ومن ثم يخلف هذا الموعد ولا يأتي إليه ،أو أن يأتمن شخص ما الآخر على أمانة، وبعد أن يطالبه بها صاحبها ينكر أنه أخذ منه شيئاً، وهذا النوع أخف من النوع السابق .
قال النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" (آية المنافق أربعة، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان، وإذا خاصم فجر ) .
هذا الحديث يبين صفات المنافقين، وهي الكذب عند الحديث، أي أن الشخص المنافق يكذب كثيراً في حديثه فلا يعرف صدقه من كذبه، والصفة الثانية هي الخلف بالمواعيد، كأن يعطي الآخرين وعودا ولا يفي بها، والصفة الثالثة هي خيانة الأمانة، وذكرنا المثال على خيانة الأمانة، وهو أن يضع شخص أمانة عند الآخر وعندما يطالبه بها ينكرها تماماً، والصفة الأخيرة هي الفجور وقت الخصام، وهذا النوع من الناس يكون المنافق شخصاً طيباً معك ويقدم لك النصح والإرشاد، ولكن إذا حدث إشكال بسيط بينك وبينه فضح جميع أسرارك التي أخبرته إياها .
إذا أراد الإنسان الانتهاء والتخلص من النفاق عليه الانتهاء والتخلص من الصفات الأربعة المذكورة في الحديث السابق، ويكون ذلك بالتقرب إلى الله وقراءة القرآن، والإبتعاد عن المعاصي، وعدم الاستماع إلى الشيطان، ويكون ذلك بقوة الإرادة والعزيمة والإصرار، ومعاهدة النفس على الإبتعاد عن المعاصي وعدم الرجوع إليها مطلقاً .
أما عن جزاء المنافقين، فتوعد الله سبحانه وتعالى لهم بأسوأ العذاب، حياة ظنك في الدنيا وفضيحة في الآخرة، المكوث في الدرك الأسفل من النار، كما توعدهم الله بحياة بائسة في البرزخ، وللمؤمن الذي يخاف على نفسه من النفاق دعاء الله عز و جل بأن يخلصه من النفاق ويقيه منه .