خلق اللهُ الإنسان وجعله من أكرم المخوقات ، وأمر الملائكة بالسجود له ، وجعله خليفته في الأرض ، أمره بالطاعات ونهاه عن المعاصي والمنكرات .
ومن خلال حياة الإنسان على الأرض ، يستشف رعاية الله سبحانه وتعالى كافراً كان أو مسلماً ، وإذا كان مسلماً يستشف حب الله تعالى له .
إن الفطرة النقية التي فطر الله عليها الإنسان بالرحمة والحب وعمل الخير ورفض الحقد والشر والظلم ، والفطرة التي فطر الله عليها طفل رضيع يعرف صوت أمه ويعرف كيف يرضع ، فطرة للقلب بالتميز ومعرفة الأشخاص من عيونهم ، فطرة الإنسان التي تحثه على العمل وعلى التجديد وعلى التغيير بقدر الامكان .
الفطرة وحدها دليل على أن الله تعالى لم يترك بني آدم عائمين في دنياهم ، إنما سخر لهم الكون المحكم الدقيق ، وجعل لهم كل المقومات لكي يعيشوا فيه ، ومنحهم عقلا ورسائل الكون التي ترشدهم للطريق .
وفوق كل هذا بعث الرسل والأنبياء كي ترشد الناس لطريق الصواب إن حادوا عنه .
المسلم الموحد بالله تعالى يحبه الله كلما عمل صالحا ، يحبه كلما اجتنب معاصية .
ويحبه كثيرا إن أتاه تائبا بعد ذنب اقترفه .
الله سبحانه سُمِيَّ الغفور الرحيم ، الرحمن ، المعطي، العفو ، السلام ، وكثيرة هي أسماء الله التي هي عنوان للمسلم ليعرف ربه
ليعرف أنه لا يمضي في هذه الحياة إلا برعاية الله وبرحمته .
كثيرة هي الدروس الدينية التي تتحدث عن رضا الله عن العبد ، وتصاغ كل العبادات لعملها ، والمنكرات لتجنبها لنيل رضا الله ، لكن هل سألت نفسك يوما هل أنت راضٍ عن الله ، سيجب من يسمع هذا السؤال ومن ذا لا يرضى على الله ؟ لكن اجلس مع نفسك قليلا وتأمل هذا السؤال كثيرا لتكتشف مدى حب الله لك .
نعم راضٍ عن الله لانه منحني والدين وقد فقدهما الكثيرون، راضٍ على الله لأنه يحبني ومنحني صحة سُلبت من الكثيرين ، منحني عقلا ذهب عن البعض في حادث أو غيره ، وهب لي روحاً نشيطة تحب العمل والتغيير . نعم راضٍ على الله لأنه يقول في كتابه "ولسوف يعطيك ربك فترضى"
الله يحبك إذ يقول " ماودّعك ربك وماقلى"
الله يحبك إذا عملت صالحاً واحسنت لنشر الخير الذي ترتاح له نفسك " إن رحمة الله قريب من المحسنين الله يحبك عندما تتوب بعد خطأ " إن الله يحب التوابين ويحب المستغفرين"
إن الله يحبك إن كنت مؤمنا به ويمنحك من رحمته " وكان بالمؤمنين رحيما"
إن داهم فكرك الشيطان ، وألبس عقلك شيئاً من الشؤم والضلال ، فاستعذ بالله منه وتذكر أنه لا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون ، وانظر في ذاتك ثم من حولك ستجد كثيرا من معاني حب الله لك .
تذكر يوم أن كنت ستموت في حادث كاد ان يحدث ؟
تذكر ذاك الموقف الذي كاد أن يجعلك تخسر كل ما عندك لولا حفظ الله لك ؟
تذكر عندما دافعت عن الحق ، عندما دعوت فلانا لمحاضرة دينية ، عندما صليت ورفقاؤك صلاة الضحى ، كل هذا من علامات و دلائل حب الله لك
حب الله لعباده أعظم من أن تصفه كلمات وعبارات ، ويزداد هذا الحب كلما زاد العبد في حب ربه ، فسارعوا لهذا الحب العظيم كي تنالوا منه الكثير .