في كثير من الأحيان، نشعر بأننا لا نقوى على السير قدماً، ويكون السبب في ذلك ظلم قد وقع علينا، فلا نعلم كيف نتخلص منه، أو كيف يكن لنا السبيل للخلاص منه، ولربما يصبح هذا الظلم حليفاً لنا، فنصبح بلا قصد أو وعي بصورة الشخص المظلوم، الذي يقهره كل من يقابله، ولا عجب أن المظلوم ليس له من الله في شيء وأن دعاءه ليس بينه وبين الله حجاب، فالمظلوم هو شخص وقع عليه ظلم فادح، فلم يستطع أن يخلص نفسه منه، ولم يحاول أن يزيح عن نفسه الألم، والكبت، فيبقى الظلم على شكل حقد دفين، لا نستطيع الراحة، حتى نحصل على ما نريد لآنفسنا من خلاص، بالوقوف عن الظلم، والسعي بكل جهد لكي نصل إلى حقنا في الدفاع عن أنفسنا بما نراه مناسباً لنا.
كيف أنسى الظلم:
وعندما علم الله، أن المظلوم لن يجد السبيل للدفاع عن نفسه، فقد أكرمه، بمكرمة النسيان، حتى لا يبقى حاقداً، أو أن يدمر الجقد ما تبقى من شخصيته الضعيفة، فالنسيان نعمة من الله، إن أحسنا إستخدامها، وجدنا متعة كبيرة في جياتنا التي نعيش، ولكي ننسى الظلم الذي حل علينا، يجب علينا أن نقوم ببعض الأمور، التي تسهل علينا ذلك.
1. عليك عزيزي أن تذكر الله كثيراً، وتعلم أن الذي أوقعك في هذا القهر، هو الوحيد القادر على تخليصك منه، فالله سبحانه جعل لنا من الأيام عبرة وصورة، حتى نقف أمامها في كل يوم، لنستذكر قوته وبطشه في إنتزاع حقوق الأخرين، ممن أخذها، وسعى إلى تحطيمها، فحاول أن توكل أمرك لله، وتنسى ما وقع عليك من ظلم، وتستحضر الأمل في عودة الحق.
2. قراءة القرآن تخلصك من الضيق والكبت، وبتعث على المسامحة، فالله وعد المؤمن حقا، والصابر حقا، بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على بال بشر، فحاول أن تسيطر على فكرك، وتستعيد قوتك، في قراءة القرآن، والدعوة إلى سبيل الحق والخلاص.
3. تذكر أن النبي صل الله عليه وسلم، وهو خير الأمة، وخير الناس، كان يسامح ويعفو عمن ظلمه، ومن شارك في ايذائه، فالمسامحة من شيم الكرام، فكن كنبيك، تسامح، وتعفو، وترض بأمر الله، وتحاول أن تعيش على أمل أن يبشرك الله بالخير، في دنياك، وأخرتك، وختاماً، فإن عفوت عمن ظلمك، فإعلم أن الله سيغفر لك، وسيعطيك ما حلمت به، طوال حياتك.